كثيرة هي الكلمات التي كتبت في الكرامة, معركة, ومفهوما, وثابتا من ثوابت الشخصية الاردنية, ومع ذلك كله لا اعتقد أننا قد أكملنا استيعاب احداثها, واختزال مضامينها ومدلولاتها, فقد كانت الكرامة اكبر من مجرد معركة بدأت بهجوم غاشم على الاردن, وانتهت بدحر ذلك الهجوم.
لقد جسدت معركة الكرامة ايمان القائد بقدرة جيشنا العربي على تحقيق النصر بعد تسعة اشهر حملت فيها أمتنا العربية مرارة هزيمة جيوشها مجتمعة, فكانت الكرامة بعدها أردنية المولد, هاشمية الانتماء, عربية الامتداد, دولية الابعاد واثبتت ولادتها ان ارض الاردن لم تزل تنجب الانتصارات من مؤتة الى اليرموك وحتى الكرامة.
لقد كان ايمان الحسين - رحمه الله - بجيشه بعد هزيمة حزيران مستندا لمقولة جده الاعظم "انهم ليسوا فرارا بل هم الكرار ان شاء الله وهكذا كان نصرا مؤزرا لجند الحسين, وخسارة كبيرة لجيش اعتقد الاردن لقمة سائغة فكانت هذه اللقمة هي الغصة التي اوقفت نهمه, ودفعته الى مراجعة مشاريعه التوسعية.
استبسل الاردنيون يوم الحادي والعشرين من آذار عام 1968، وفي الوقت الذي اعتقد فيه الكثير من المراقبين ان معركة الكرامة قد انتهت, كان الرد الاردني واضحا بأن معركة الكرامة لم تنته بعد, بل انتهى فصل من أقصر وأروع فصولها, فصل لم يستمر اكثر من خمس عشرة ساعة, حطم خلاله الاردنيون صخرة كانت جاثمة في طريقهم, وانطلقوا بعدها يروون للعالم ملحميتهم في البناء والحفاظ على مكتسبات الكرامة, ملحمية كان من فصولها تطوير القوات المسلحة الاردنية, ورفدها بالعدة والعتاد حتى غدت قواتنا المسلحة قبلة الباحثين عن التدريب العسكري المتطور من اخواننا في الدول العربية, فصل يقول فيه الحسين "لقد عشت اصنع هذا الجيش بدمي وعزمي وشبابي, كأعز شيء حتى وصلت به الى القمة عدة وعتادا وتنظيما وشجاعة وإقداما", وكان من فصولها أيضا ابتعاث الآلاف من ابناء الوطن لاستكمال دراستهم خارج البلاد, ليعودوا بعد ذلك مسلحين بالعلم والايمان, ورافدا من روافد التنمية الشاملة, تنمية اقتصادية وسياسية واجتماعية, وبناها الاردنيون في بلدهم, وقدموها لإخوانهم العرب متمثلين بذلك قول الحسين "فلنبن هذا الوطن ولنخدم هذه الامة".
لقد أثبتت قيادتنا الهاشمية للعالم امتلاكها لأدوات الحوار على الدوام, فيوم كانت المواجهة العسكرية لغة التخاطب السائدة بين دول العالم في اواسط القرن الماضي كانت سهول الكرامة وجبال البلقاء شاهدة على انهم قد حازوا قصب السبق في هذا النوع من الحوارات, ولما تبدلت لغة الحوار في أواخر القرن الماضي لتحل الدبلوماسية محل الحسم العسكري, ويكون لكلمات الساسة فعل أعتى الجيوش, وتكون غرف المفاوضات المغلقة ساحات الصراع الملتهبة, عاد الهاشميون ليثبتوا للعالم ان لهم القدح المعلى في حوارات التسعينات, وغير بعيد عن الكرامة كان وادي عربة شاهدا على ذلك, وفي القرن الحادي والعشرين عاد الهاشميون ليؤكدوا امتلاكهم لأدوات الحوار في عصر العولمة, فكانت جولات جلالة الملك عبدالله الثاني في عواصم العالم, ولقاءاته مع رجال الاعمال فيها, وجلبه للاستثمارات من جميع انحاء العالم شاهدا على حكمة القائد, وغير بعيد عن الكرامة ايضا كان البحر الميت ساحة لهذا النوع العالمي من الحوارات.
وليبقى الاردن ارض الكرامة ساحة فسيحة تصهل فيها خيل الكرامة, يمتطي صهواتها فرسان الكرامة, ورثة الرسالة الاسلامية السمحة والثورة العربية الكبرى, فرسان بني هاشم الذين ما كبا لهم جواد في معارك الكرامة والعزة على اختلاف ميادينها ومن ورائهم شعب اصيل يرى في الكرامة منهج حياة اكثر من كونها مجرد حدث احتفالي بمعركة دحر فيها جيشهم غزاة حاولوا النيل من هذا الوطن ومقدراته, فليحفظ الله الاردن وقيادته, انه سميع مجيب.
لقد جسدت معركة الكرامة ايمان القائد بقدرة جيشنا العربي على تحقيق النصر بعد تسعة اشهر حملت فيها أمتنا العربية مرارة هزيمة جيوشها مجتمعة, فكانت الكرامة بعدها أردنية المولد, هاشمية الانتماء, عربية الامتداد, دولية الابعاد واثبتت ولادتها ان ارض الاردن لم تزل تنجب الانتصارات من مؤتة الى اليرموك وحتى الكرامة.
لقد كان ايمان الحسين - رحمه الله - بجيشه بعد هزيمة حزيران مستندا لمقولة جده الاعظم "انهم ليسوا فرارا بل هم الكرار ان شاء الله وهكذا كان نصرا مؤزرا لجند الحسين, وخسارة كبيرة لجيش اعتقد الاردن لقمة سائغة فكانت هذه اللقمة هي الغصة التي اوقفت نهمه, ودفعته الى مراجعة مشاريعه التوسعية.
استبسل الاردنيون يوم الحادي والعشرين من آذار عام 1968، وفي الوقت الذي اعتقد فيه الكثير من المراقبين ان معركة الكرامة قد انتهت, كان الرد الاردني واضحا بأن معركة الكرامة لم تنته بعد, بل انتهى فصل من أقصر وأروع فصولها, فصل لم يستمر اكثر من خمس عشرة ساعة, حطم خلاله الاردنيون صخرة كانت جاثمة في طريقهم, وانطلقوا بعدها يروون للعالم ملحميتهم في البناء والحفاظ على مكتسبات الكرامة, ملحمية كان من فصولها تطوير القوات المسلحة الاردنية, ورفدها بالعدة والعتاد حتى غدت قواتنا المسلحة قبلة الباحثين عن التدريب العسكري المتطور من اخواننا في الدول العربية, فصل يقول فيه الحسين "لقد عشت اصنع هذا الجيش بدمي وعزمي وشبابي, كأعز شيء حتى وصلت به الى القمة عدة وعتادا وتنظيما وشجاعة وإقداما", وكان من فصولها أيضا ابتعاث الآلاف من ابناء الوطن لاستكمال دراستهم خارج البلاد, ليعودوا بعد ذلك مسلحين بالعلم والايمان, ورافدا من روافد التنمية الشاملة, تنمية اقتصادية وسياسية واجتماعية, وبناها الاردنيون في بلدهم, وقدموها لإخوانهم العرب متمثلين بذلك قول الحسين "فلنبن هذا الوطن ولنخدم هذه الامة".
لقد أثبتت قيادتنا الهاشمية للعالم امتلاكها لأدوات الحوار على الدوام, فيوم كانت المواجهة العسكرية لغة التخاطب السائدة بين دول العالم في اواسط القرن الماضي كانت سهول الكرامة وجبال البلقاء شاهدة على انهم قد حازوا قصب السبق في هذا النوع من الحوارات, ولما تبدلت لغة الحوار في أواخر القرن الماضي لتحل الدبلوماسية محل الحسم العسكري, ويكون لكلمات الساسة فعل أعتى الجيوش, وتكون غرف المفاوضات المغلقة ساحات الصراع الملتهبة, عاد الهاشميون ليثبتوا للعالم ان لهم القدح المعلى في حوارات التسعينات, وغير بعيد عن الكرامة كان وادي عربة شاهدا على ذلك, وفي القرن الحادي والعشرين عاد الهاشميون ليؤكدوا امتلاكهم لأدوات الحوار في عصر العولمة, فكانت جولات جلالة الملك عبدالله الثاني في عواصم العالم, ولقاءاته مع رجال الاعمال فيها, وجلبه للاستثمارات من جميع انحاء العالم شاهدا على حكمة القائد, وغير بعيد عن الكرامة ايضا كان البحر الميت ساحة لهذا النوع العالمي من الحوارات.
وليبقى الاردن ارض الكرامة ساحة فسيحة تصهل فيها خيل الكرامة, يمتطي صهواتها فرسان الكرامة, ورثة الرسالة الاسلامية السمحة والثورة العربية الكبرى, فرسان بني هاشم الذين ما كبا لهم جواد في معارك الكرامة والعزة على اختلاف ميادينها ومن ورائهم شعب اصيل يرى في الكرامة منهج حياة اكثر من كونها مجرد حدث احتفالي بمعركة دحر فيها جيشهم غزاة حاولوا النيل من هذا الوطن ومقدراته, فليحفظ الله الاردن وقيادته, انه سميع مجيب.
د. عبد المجيد الصلاحين
عميد كلية الشريعة - جامعة البلقاء
نقلا عن جريدة الغد
مشاركة الموضوع مع الأصدقاء :
Add This To Del.icio.us
Tweet/ReTweet This
Share on Facebook
StumbleUpon This
Add to Technorati
Digg This
|