من عشرات التفاسير المتداولة عن مفهوم الثقافة، يلفت نظرَ الباحث تفسيرٌ ينحو بها إلى أنها ارتقاء بالذوق العام للناس وسمو بالتفكير المرادف لتحسين أسلوب العيش، وإطلاق لخيال الناس في التفكير والابتكار، وخلق شعور جماعي تعاوني وطني ناظم لحياتهم.
ولن يتم ذلك إلا بتفاعل الإنسان والمكان والزمان من خلال علاقة حميمة فوق التراب الذي نعيش فيه ويسميه الناس: الوطن .
ولن يتم ذلك إلا بتفاعل الإنسان والمكان والزمان من خلال علاقة حميمة فوق التراب الذي نعيش فيه ويسميه الناس: الوطن .
والدارس الممحص لتاريخ الأردن قبل قرنين من الزمان يرى أن مدينة السلط تفردت بموقف ورسالة ودور تمثل بزرع بذرة الوعي في مسيرة الحضارة الأردنية قبل غيرها من المدن.
ويمكن أن نعرف ذلك من الموروثات الثقافية الموجودة في السلط، ومما تركه لنا الأجداد والآباء من الروايات الشفوية والوثائق الرسمية والشخصية والمذكرات، وما تكشف عنه سجلات المحاكم الإسلامية والمسيحية، وما سجله المستشرقون الذين مروا بالأردن وتحديدا مدينة السلط، وتسهم المقابلات الشفوية مع المسنين في معرفة جوانب من حياة الناس الثقافية السالفة.
كانت حملة إبراهيم باشا على بلاد الشام (1834-1840) نقمة ونعمة على سكانها، فقد تعرضت البلاد للتدمير، والبيوت للهدم، والأبرياء للقتل والتشريد، لكنها خلقت آثارا إيجابية، فقد أرغم الإنجليز والفرنسيون العثمانيين على إعطاء سكان المنطقة شيئا من الحريات، ومنها إنشاء الكنائس، وحق التعليم بالعربية للطوائف، والتوسع بإنشاء الكتاتيب ومدارس الشيوخ، ما نشر الوعي المعرفي في وجه الأمية، فأنشئت مدارس الطوائف في السلط، وكانت نواة لإحداث تغير اجتماعي ثقافي بدأ في منتصف القرن التاسع عشر، فقد أنشئت مدرسة اللاتين العام 1869 بعد عودة الحكم التركي واستقرار الأمن وإنشاء المؤسسات المدنية وسيادة القانون وبناء السرايا، البناء الذي تدار منه شؤون الحكم المحلي في قضاء السلط.
تشير الدراسات إلى أن علي عطية كان مديرا للمعارف والمال في السلط العام 1870، مما يعني توفر عدد من المدارس التابعة لهذه الدائرة، وقد أرسل ابنه عبد القادر عطية إلى مكتب عنبر في دمشق، وكان أعلى معهد تعليمي في كل بلاد الشام، ومن زملائه فيه: شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية الأسبق، ومن الأردنيين الذين تخرجوا فيه: عرار وصبحي أبو غنيمة. وفي فلسطين كان للكلية العربية في القدس، وكلية النجاح في نابلس، الإسهام في إحداث نهضة ثقافية في المنطقة.
ولعل سجلات مدرسة السلط الثانوية التي لم تُدْرَس بدقة، تكشف الكثير من حياة الناس وأسلوب تفكيرهم وعيشهم، ويرجع الفضل في إرساء ثوابت الوعي الثقافي المبكر في مدينة السلط، إلى جمهرة من الأساتذة الكبار الذين كانوا طليعة المثقفين المستنيرين في بلاد الشام ومصر، ففي العشرينات من القرن الماضي تتلمذ الطلبة الأردنيون الذين احتشدوا في قاعات مدرسة تجهيز السلط على أيدي عمالقة كبار في التعليم والثقافة الموسوعية، وتجمع في مدينة السلط ستة عشر رجلا بطرابيشهم الزاهية، وبخبراتهم وتخصصاتهم الواسعة، وشكلوا نواة لوحدة عربية يحملون الهم الواحد، وإن تحدثوا بلهجات مختلفة، وكان بينهم القومي والإسلامي والدرزي والسني والشيعي.
فرشيد بقدونس كان يتقن اللغات اليونانية والفارسية والتركية والعربية، وسعيد البحرة خريج السوربون ومتخصص في اللغة العربية والمعاجم وكتب التراث وأساليب تعليم اللغات، وهو موسوعي طرده الاستعمار الفرنسي لوطنيته وسعة أفقه ودوره في نشر الوعي، فكان نعمة لأبناء الأردن، وأصبح مديرا وقائدا ثقافيا، وأسهم في توجيه حسني فريز وعبد الرحيم الواكد وموسى الساكت وعلي مسمار وسليمان السكر، وشجعهم على الالتحاق بالجامعات كي يتولوا قيادة مسيرة الوطن في النهضة والتنوير، وزرع فيهم بذرة التحدي والمغامرة والطموح والتحصيل التعليمي العالي.
ألقى أديب وهبة كلمة أهل السلط في استقبال الأمير عبدالله بن الحسين العام 1921، ركزت على معاناة الناس من الحكم التركي، وحلمهم في الوحدة والتحرر، ورغبتهم في الانتقال من التخلف والظلم الذي لحق بهم في الحرب العالمية الأولى، وبوصفه من الخريجين النادرين للجامعات التركية، ويتقن لغات عديدة، ومن أكثر المستنيرين في مدينة السلط، دعا إلى إحياء المؤسسات الوطنية، والحكم المحلي الرشيد، ودعم دولة القانون وحق الناس في التعليم والمعرفة، وعهد إليه الأمير عبدالله بتولي إدارة المعارف في الإمارة، فبادر إلى جمع الناس في السلط، والتبرع بالمال لإنشاء منارة المعرفة الأولى في الدولة الجديدة، وزار سوريا ولبنان ومصر، واختار الأساتذة الكبار الذين يمتلكون العلم النافع والثقافة الواسعة.. وقاد البناةَ والرواد والأجداد المتصفين بالطهر الوطني والوعي المعرفي المتقدم وسلامة التوجه التربوي، في عملية تغير اجتماعي ثقافية جديدة على البيئة الأردنية.
جاء إلى مدينة السلط الشاعر الكبير محمد علي الحوماني، اللبناني المثقف والناقد، وأثار في الطلبة روحا جديدة، وحببهم بالشعر واللغة، فأنشأ مدرسة من الشعراء الأردنيين، وتتلمذ على يديه حسني فريز وحسني زيد الكيلاني وعبد المنعم الرفاعي وضياء الرفاعي ورفعت الصليبي ورشيد زيد وعبد المجيد السالم الحياري وعبد الفتاح الحديدي وإبراهيم المبيضين، فكانت السلط مدينة الشعراء والثقافة. وفي ديوان الحوماني ثناء على أهل السلط، ومدح للأمير عبدالله عندما زارها، ووصف لوادي السلط والثلوج التي هطلت بغزارة العام 1927.
استقبلت السلط الشاعر المثقف نديم الملاح معلما في مدرستها، وأنشأ الحكمة ، أول مجلة أدبية في الإمارة العام 1932، وتزامن ذلك مع دعوة أديب وهبة مدير المعارف بأن يشمل التعليم جميع أبناء الإمارة، وإحداث التعليم الصناعي في المدن، والتعليم الزراعي في القرى، وإدخال مفاهيم جديدة إلى ثقافة الجيل، تشمل الرياضة والأناشيد المدرسية والكشافة، وكانت مدارس الكتاتيب تركز على القراءة والقرآن والحساب فقط وبشكل بدائي.
ونادى أديب وهبة برفع نسبة التعليم في المجتمع من 4 في المئة إلى 10 في المئة، وأن تصبح المعرفة النشاط الأساسي للدولة، وتوسع التعليم طولا وعرضا، وطرح شعاره الشهير: من حق الشعب أن يتعلم ويتثقف ويتربى ، وقد استفاد وهبة من زياراته للبلاد الأوروبية، وتأثره بالمنهج البريطاني في التعليم.
كان للسلط وهج ووميض ثقافي، وتجلت وطنية المعلمين وحرصهم ومهنيتهم العالية في إحداث نقلة وعي جديدة، وصلت حد مطالبة المعلمين للطلبة بالرجوع بعد الظهر ليعلموهم دروسا إضافية مجانية، فقد كان المعلم في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات يخرج عن موضوع الدرس والمنهاج المقرر، ويتحدث عن الحرب العالمية الثانية وقضايا الوطن الساخنة والأحداث المحلية والعربية والعالمية، ويشارك الطلبة في الحوار، ولم يكن الكتاب المدرسي المادة الوحيدة لثقافة الطالب، فالمعلم يقرأ المجلات والصحف اليومية، وكانت مشتتات التعلم نادرة.. لم يكن لدى الطلبة مذياع وتلفاز وجهاز خلوي وكهرباء، وحتى الماء يأتي به السقاء من النبع، والحطب أداة الطهي الوحيدة، وبه يغلي الماء، ويعتمد الطالب على نفسه، وتطهو العائلة طعامها وتطعم جيرانها مما تيسر، ويبادر الطلبة والمعلمون إلى رحلات مسائية يومية على الأقدام على طريق عمان السلط، وإلى وادي السلط، يتجاذبون أطراف الحديث في حوار دائم.
المعلم مصدر المعرفة الوحيد، قامة وعي لا تضاهى، فهو المرشد والقائد والمربي والأب الثاني، وله هالة من الاحترام، وما يقوله يصل حد القداسة، فوصفي التل يأخذ طلبة السلط بين الأشجار، وبعد انتهاء حصة العلوم يتكلم عن المشكلات العامة والوحدة الوطنية ومكافحة الاستعمار، وعن الشعر السياسي والمقالات الوطنية والخطابة والكلمات الصباحية. وبيوت المعلمين حسن البرقاوي وحسني فريز وخليل السالم وحمد الفرحان منتديات ثقافية ومنابر للحوار الدائم، وعبد الرحيم الواكد وعبد الحليم عباس وعبد الحليم النمر وميخائيل الصالح وجميل سماوي في حالة حوار لا ينقطع عندما كانوا طلابا في المدرسة، ونضج حوارهم عندما أنهوا الجامعات وصاروا يجتمعون مساء ويديرون نقاشا مستمرا حول السياسة والكتب الجديدة والشعر وتبادل الآراء في البيوت وشوارع السلط ومكاتب العمل.
يذكر محمد نزال العرموطي أن مدرسة السلط الثانوية لم تكن مدرسة تقليدية في عقد الأربعينيات من القرن الماضي، فكانت تعقد ندوات الوعي ومساجلات شعرية وحفلات سمر ومباريات أدبية وحوارات عالية المستوى، وكأنها محيط حرم جامعي غني بالأفكار المتنوعة المثيرة، إضافة لمادة المقرر المدرسي، ويمتلك المعلم الثراء الثقافي بحكم تخصصه في جامعات خارج الوطن، فهو مثقف شمولي وقائد تفكير، لذلك سادت ثقافة الحس الجماعي ومعالجة الهم الوطني العام، فمجتمع الطلبة جائع للمعرفة يتلقف المعلومة ويلتهم الجديد من الأفكار. كان الطلبة شبابا في وعي الرجال، وهيمن على المنطقة المد الوطني والتيارات السياسية المتضاربة وصرخات الاستقلال والتحرر ومبادرات التضامن العربي، مما جعل الطلبة يتظاهرون وينشدون للجزائر وعدن ومصر ضد فرنسا وبريطانيا، ويخرجون في طوابير إلى الشوارع، وفي صباح اليوم المدرسي يبدأ المشروع الثقافي الأردني: يتسلح الطلبة بثوابت الثورة العربية الكبرى ومبادئها في التحرر والاستقلال، ويقفون بقامات مستقيمة مرفوعي الرؤوس ينشدون أناشيد الوحدة العربية .
قاد حسني فريز وعبد الحليم عباس وعبد الله العناسوة وحافظ العزب ورشيد زيد ومصطفى زيد ومحمد رجا المسعود وغيرهم، حركة الوعي الثقافي والتعليمي في القرى والمدن الأردنية، وحملوا شعاع المعرفة للأردنيين جميعا بعد أن تتلمذوا على يد حسن البرقاوي وجميل شاكر ومحمد علي الحوماني وتيسير ظبيان الذي أنشأ صحيفة الجزيرة ، وهي ذات طابع أدبي فكري عمرت حتى العام 1954، وكانت منبرا ومتنفسا للأدباء.
ذكر الشاعر يوسف العظم لكاتب هذه السطور، أنه تعلم الشعر وتذوقه مع النصوص النثرية من عبد المجيد السالم الحياري في معان، وكان د.سعيد التل يثني على أسلوب المعلم عبد الله العناسوة الذي درّسه أسلوب البحث والتفكير العلمي قبل ستين عاما، وهو الأسلوب المعتمد في البحث العلمي في الجامعات المتقدمة.
استقطب الحوماني ونديم الملاح وتيسير ظبيان الطلبة، وفجروا فيهم حب الشعر ونظمه، فكانت مدينة السلط مدينة الشعر، فطبع حسني فريز هيا كل الحب ، أول ديوان شعر أردني في العام 1938، ثم طبع حسني زيد ديوان أطياف وأغاريد في العام 1946، ثاني ديوان شعر في الأردن، وطبع عبد الحليم عباس أول رواية أردنية، هي فتاة من فلسطين ، وطبع محمد أديب العامري مدير مدرسة السلط الثانوية أول مجموعة قصصية قصيرة، وهي شعاع النور . يقول صلاح أبو زيد: كان حسني فريز يمسك مفتاح مكتبة السلط الثانوية بيد، ويمسك باليد الأخرى أيادي الطلبة القراء، وظل فريز يكتب مقالة ثقافية أسبوعية في صحيفة الرأي عن حياة الأردنيين حتى آخر لحظة من عمره.
يعترف د.جمال الشاعر بأن حسني فريز دلّه على كتاب روح الاجتماع لجوستاف لوبون، وقرأه الشاعر ليسهم من بعد في إحداث توجهات سياسية فكرية لديه.
درس رشيد زيد الشعرَ البدوي ونظم فيه أشعارا، واختاره مدير الإذاعة حينئذ وصفي التل لجمع الأدب الشعبي والألحان الشائعة والكلمات الجاذبة، وطور الأغنية الأردنية وأعطاها نكهة جديدة، ويعدّ رشيد زيد رائد القصيدة الشعبية المغنّاة.
كان رفعت الصليبي الذي رحل عن الدنيا بطلقة صيد طائشة في العام 1952، قد رأس الندوة الأدبية التي ضمت لجنة من كبار أدباء الأردن، مثل عرار وناصر الدين الأسد وعبد الحليم عباس.
كان سري العالم الذي تعلم في الكتاب والمدرسة الرشدية قد افتتح مكتبة تطل على ساحة العين في السلط، وصار وكيلا للصحف الأردنية والفلسطينية والمصرية والسورية، ويبيع صحفاً مثل الدفاع و فلسطين و الأردن و الجهاد ، ومجلات مصرية مثل الثقافة و الهلال و المقتطف ، وكانت مدينة السلط تستورد ستين نسخة من مجلة الرسالة و المجلة الفكرية . وهذا ضعْفُ ما يوزَّع في عمان. ومكتبة العالم في السلط غنية بالكتب العلمية والأدبية المتنوعة وكتب التراث الشعبي والروايات ودواوين الشعراء والكتب المترجمة وكتب تفاسير القرآن.
أتيح لكاتب هذه السطور أن يكون أمينا لمكتبة مدرسة السلط الثانوية قبل أكثر من أربعين عاما. ولقد اطلعتُ على آلاف الكتب الصادرة قبل أكثر من قرن من الزمان، وبعضها نادر لا يتوفر في المكتبات، وكانت المكتبة مرجعا للأدباء. يذكر محمد رجا المسعود، أولُ خريج أردني من الكلية العربية في القدس، أن طلاب العلم من خارج المدرسة ارتادوها للاستعارة بعد موافقة مدير المدرسة دون الحاجة لدفع تأمين على استعارتهم للكتب، ويلتزم القراء بالوعد الشفوي بإعادتها في الوقت المحدد.
ومما أتذكره أنني كُلفت مع (الراحل) خالد الساكت من قبل رئيس البلدية الأسبق حمدي أبو السمن، بإنشاء مكتبة البلدية في العام 1965، وقادت المكتبة حراكا ثقافيا في مدينة السلط، وممن ألقوا محاضرات فيها: محمود العايدي، وعبد الحليم عباس الذي ألقى محاضرة عن المتنبي، ووصفه بأن لسانه من الشعراء، وقلبه من الملوك.. وأذكر كيف ألقت د.عدوية العلمي محاضرة في السلط، حضَرتها تسع نساء في أول اختلاط بين الرجال والنساء، وقابل الرجال ذلك بالتصفيق، لأنه تغير ثقافي اجتماعي في حياة الناس، فقد كانت المرأة ممنوعة من الالتقاء بالرجال في مدينة السلط في الاجتماعات العامة.
في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، نشطت الأحزاب، وأُنشئت الصحف، وأُلقيت المحاضرات، وأذكر محاضرة للدكتور عبد الكريم خليفة بعد أن عاد من جامعة السوربون في العام 1954، في دير اللاتين، وتناولت الأوضاع في حينها، وأتذكر محاضرة ساخنة في نادي السلط في العام 1955 جرى فيها حوار حاد بين خالد الساكت ود.حنا حتر وعامر شموط وعبد الرزاق الشريف، وكان موضوعها: الأحزاب وأطروحتها الفكرية .
لم تقتصر الريادة الثقافية على الكتاب والمعلم، فقد امتدت إلى المسرح، وذكر لي (الراحل) روكس العزيزي المعلم في مدرسة دير اللاتين في السلط ما بين العامين 1924- 1934 أنه أدخل المسرح إلى المدرسة للمرة الأولى، وكان طلبة السلط يقومون بأدوار في نحو اثنتي عشرة مسرحية خلال تدريسه، وحضر بعضها الأمير عبد الله الاول بن الحسين ووجهاء مدينة السلط ومعلمو المدرسة الثانوية، وكانت تلقى الإقبالَ البالغ، وسبق لكاتب هذه السطور أن قدم مسرحيات عن فلسطين والجزائر في مدرسة السلط الثانوية، ما بين العامين 1955 - 1969، وأداها الطلبة، وأذكر أن د.إبراهيم زيد الكيلاني وزير الأوقاف الأسبق، والإعلامي هاني الفرحان قد اشتركا في التمثيل، وسبق لجمعية السلط الخيرية أن قدمت في السبعينيات من القرن الماضي عدداً من المسرحيات.
د. محمد عطيات
نقلا عن موقع جريدة الرأي
مشاركة الموضوع مع الأصدقاء :
Add This To Del.icio.us
Tweet/ReTweet This
Share on Facebook
StumbleUpon This
Add to Technorati
Digg This
|