نسب القعوار

يذكر فريدريك ج. بيك في كتابه ( تاريخ شرقي الأردن وقبائلها ) أن عشيرة القعاورة ينحدرون من عرب الغساسنة، وأنهم ارتحلوا من القسطل إلى الدير ومن هناك ارتحل قسم منهم إلى بلدة الفحيص حيث يتمركزون حالياً ، ويقول إن للقعاورة امتدادات في الناصرة وحيفا بفلسطين، وفي بيت جبيل بلبنان ( الأرجح نصف جبيل أو أم جبيل وهي خربة تقع بين ماهل وتابور بفلسطين ) ، وينتشر القعاورة في عمّان والسلط والفحيص والناصرة وحيفا بفلسطين.

ويذكر كتاب ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنّا عمّاري أن آل قعوار من عشائر الأردن المسيحية ، من العرب الغساسنة، أصلهم من الدير، جاء فرع منهم الى القسطل ثم الفحيص، وذهب فرع إلى أم جبيل ( غير بنت جبيل بلبنان ) وهي خربة تقع بين ماهل وتابور، واستوطنوا في مدينة الناصرة أيام ظاهر العمر وجدّهم الأول فيها اسمه منصور ، وكان طنّوس قعوار أول رئيس بلدية وينقل عمّاري عن القس أسعد منصور في كتابه ( تاريخ الناصرة ) قوله في صفحة 75 في الحاشية : روى لي بولس أفندي قعوار عن أبيه عن جدّه قال : إنّ جده أمطانس قعوار وآله ( أعقابه ) هاجروا إلى قرية مجاورة لم يذكر اسمها ( في منطقة الناصرة ولعلها خربة أم جبيل أو نصف جبيل )و اختلفوا مع أهل القرية إختلافاً أدى إلى أن استنجد أهل القرية بالشيخ شديد الربّاع شيخ تبنه ( الكورة) فسارع الى نجدتهم وتقابل ربّاع بأمطانس وحصل بينهم حديث قال خلاله أمطانس للشيخ الربّاع : نحن وأهل القرية إخوان وأولاد وطن واحد، ونأمل أنّك جئت لتصلح بيننا لا لنتحارب، فعاد الجميع الى القرية، وبعد أيام إلتقى الشيخ الربّاع وأمطانس وصارحه بأنه وصل إلى قناعة أن القرية لا تحتمل وجود الفريقين معاً فيها، وخيّره بين أن يغادر هو وأعقابه القرية أو يغادرها الآخرون فاختار أمطانس الإرتحال إلى السلط هو وآله، ثم رجعوا إلى الناصرة في بدايات حكم سليمان باشا العادل والي الشام في العهد العثماني (1232 هـ - 1831م) الذي أمّنهم وأحسن إليهم ( انتهى النقل عن كتاب تاريخ الناصرة ).

ويذكر عمّاري أن القعاورة / آل قعوار يعُرفون بالفحيص بآل السماوي أو السماري، ويشير إلى وجود عشيرة مسيحية في بيت لحم تحمل إسم آل قعوار، ولكنه لم يتطرق إلى وجود أو عدم وجود قرابة بينها وبين قعوار السلط والناصرة.

ويورد كتاب ( معجم العشائر الفلسطينية ) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرّاب أسماء أربع عشائر وعائلات فلسطينية تحمل اسم قعوار تتوزع على الناصرة وصفد وبيت لحم وعكا، ولم يشر شرّاب إلى ديانة هذه العائلات ، ومن المرجّح أن قعوار الناصرة عائلة مسيحية.

ويذكر كتاب ( الصفوة – جوهرة الأنساب – الأردن ) لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة أن آل قعوار عشيرة مسيحية تعود جذورها الى العرب الغساسنة كم العرب القحطانية قدموا من الدير إلى القسطل ثم استقروا في الفحيص ، ولهم أقارب في الناصرة منهم آل طنّوس وآل منصور ، ولهم علاقة قرابة مع آل السماري ( السماوي ) في الفحيص.

وينقل الأديب المؤرخ روكس بن زائد العُزيزي في الجزء الرابع من كتابه ( معلمة للتراث الأردني ) عن بعض كبار السنوي من آل قعوار الذي يسمّيهم في كتابه القعاورة أن سبب تسميتهن بالقعاورة يعود إلى أن أحد أجدادهم ( لم يذكر إسمه ) قام أثناء الفتوحات بفتح ثقب في إحدى قلاع الروم البيزنطيين ليدخل منه العرب المسلمون إلى القلعة ، فلّقب الرجل ب (قعوار) بمعنى (ثقّاب) مبالغة من فعل قعر الذي يعني عند الإرادنة المبالغة في الثقب ، وتعزّز هذه الرواية التي يوردها المؤرخ العُزيزي الروايات العديدة التي تحدثت عن ترحيب العشائر المسيحية العربية في شرقي الأردن بالفتوحات الاسلامية وتعاونها مع العرب المسلمين في التعجيل بتحرير شرقي الأردن وباقي بلاد الشام من الروم البيزنطيين على أثر الزيارة التي قام بها في عام 9 هجري الموافق 630م وفد يمثل العشائر المسيحية العربية في جنوب الأردن ( الشوبك، أذرح، الجربا، العقبة، والبتراء) بزعامة مطران العقبة يوحنّا بن رؤبة إلى مدينة تبوك للقاء الرسول العربي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وأهدى المطران يوحنّا بن روبة إلى الرسول الكريم بغلة بيضاء أعجب بها النبي الكريم، وأهدى النبي الكريم المطران يوحنّا بردة من برده ، وتمخضّت مقابلة وفد عشائر مسيحيي جنوب الأردن عن عقد اتفاق لفتح أبواب هذه المدن أمام جيوش الفتح الاسلامي ، وهذا ما حدث فعلاً، ولم تلبث جيوش الفتح الاسلامي أن حققت النصر الحاسم، ويذكر كتاب ( عشائر الحدّادين حتى عام 1991م ) أنّ الرسول الكريم لم يطلب من مسيحيي جنوب الأردن تغيير دين آبائهم، وأن جيوش المسلمين التزمت باتفاقها في تبوك فلم تتعرض للسكان العرب المسيحيين ، بل وجّهت سيوفها ورماحها فقط في مواجهة جند الروم البيزنطيين.

وقد تحدثت معظم كتب السيرة النبوية عن زيارة مطران العقبة على رأس وفد من عشائر جنوب الأردن المسيحية العربية للرسول صلى الله عليه وسلم أثناء وجوده في تبوك، فقد ورد في الجزء الخامس من المجلد الثالث من كتاب ( البداية والنهاية ) لأبي الفداء الحافظ إبن كثير ( ص 16 ) تحت عنوان : ( مصالحته عليه السلام ملك آيلة ) العقبة ( ، وأهل جرباء وأذرح وهو مقيم على تبوك قبل رجوعه ) ما يلي : قال ابن إسحق : ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك أتاه يحنه بن رؤبة صاحب أيلة ( تصفه روايات أخرى بمطران أو ملك أو أمير أو أسقف آيلة ) فصالح رسول الله ( ص ) وأعطاه الجزية، وكتب الرسول الكريم (ص ) ليحنه بن رؤبة وأهل إيلة عهداً هذا نصه : ( بسم الله الرحمن الرحيم، هذه أمنة من الله ومحمد النبي رسول الله ليحنه وأهل إيلة سفنهم وسيارتهم في البر والبحر ( وفي رواية أساقفهم وسائرهم ) لهم ذمة الله ومحمد النبي ومن كان معهم من أهل الشام، وأهل اليمن وأهل البحر، فمن أحدث منهم حدثاً فإنه لا يحول ماله دون نفسه ، وأنه طيب لمن أخذه من الناس، وأنه لا يحل أن يُمنعوا ماء يردونه ولا طريقاً من بر أو بحر ( كتبه جهيم بن الصلت وشرحبيل بن حسنة بإذن رسول الله (ص) في سنة تسع للهجرة، وأعطى النبي أهل أيلة بُردة مع كتابه أماناً لهم.

ووردت هذه الرواية بنفس نصها تقريباً في الجزء الأول من كتاب ( خُطط الشام) لمحمد كرد علي ( ص 75 ) .

وينقل العُزيزي عن القعاورة أنهم يعودون بجذورهم الى العرب الغساسنة، ويعزّز الرواية التي تربط بين القعاورة وبين عشيرة آل السماوي- السماري في الفحيص بعلاقة قرابة.

ويُعزّز المؤرخ مصطفى مراد الدبّاغ في الجزء الأول من كتاب ( بلادنا فلسطين ) الرواية التي تردّ آل قعوار – القعاورة إلى العرب الغساسنة وينقل الدبّاغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه عن كتاب ( تاريخ الناصرة ) لمؤلفه القس منصور أن آل قعوار من أهم أسر الناصرة ، وأصلهم من الدير ( قرب الفحيص ) ومنه انتقل قسم منهم إلى القسطل ومن هذا القسم انتقل قسم آخر إلى الفحيص بجوار السلط في البلقاء، وتكنّى فرع الفحيص بالسماري ( السماوي ) ، وتفرّعت أقسام أخرى إلى جهات أخرى فمنهم قسم ارتحل الى نصف جبيل ويُعرفوا باسم السماري ( السماوي ) ومنهم قسم ارتحل إلى أم جبيل وهي خربة بين تابور وعين ناهل ، ومن هؤلاء قدم منصور قعوار إلى الناصرة في عهد ظاهر العمر الزيداني حاكم عكّا واستقرّ فيها مع أعقابه، وكان مطانس ( امطانس ) قعوار شيخاً على الروم الأرثوذكس في عهد سليمان باشا العادل والي الشام في العهد العثماني ( 1232 هـ - 1831م ) وأعقابه في السلط القعاورة من أهم الأسر فيها.

ويذكر الباحث عبد الحكيم الوائلي في الجزء الخامس من كتابه ( موسوعة قبائل العرب ) أن القعاورة / آل قعوار عشيرة مسيحية على مذهب الروم الأرثوذكس، ويقال إنهم من بقايا الغساسنة، ارتحلوا من القسطل ( جنوب عمان ) إلى الدير القريب من الفحيص، ومنه قدم قسم منهم إلى الفحيص حيث يُعرفوا باسم آل السماوي والسماري ، والقعاورة فروع عديدة يتوزّعون على الناصرة وحيفا وجبيل والسلط وعمان والفحيص.

ويذكر كتاب ( القضية الأرثوذكسية في فلسطين والأردن 1911-1948م) لمؤلفيه الدكتور جورج طريف الداوود والدكتور زهير غنايم ان الوفد الذي اختاره أرثوذكس شرقي الأردن لتمثيلهم في مؤتمر الطائفة الذي عقد في 27/11/1931م ضمّ عيسى قعوار من السلط وأمين قعوار من عمان، ويذكر الكتاب أن سليم قعوار ( الناصرة ) كان أحد الموقعين على النداء إلى الملة الأرثوذكسية في فلسطين وشرقي الأردن الذي نشرته صحيفة فلسطين في عددها الصادر في 26/5/1923م ، ويذكر الكتاب أن النائب عيسى قعوار كان أحد أعضاء اللجنة التنفيذية للمؤتمرالأرثوذكسي الذي انعقد في بيته في 22/1/1956 ، كما يذكر أن النائب عيسى قعوار انتخب نائباً لرئيس المؤتمر الأرثوذكسي العربي الثالث الذي انعقد في القدس في نادي الإتحاد الأرثوذكسي في 23/9/1944م.

ويُعزّز المؤرخ مصطفى مراد الدبّاغ في كتابه ( القبائل العربية وسلائلها في بلادنا فلسطين ) الرواية التي تردّ القعاورة إلى العرب الغساسنة، وينقل عنهم أنهم من يقايا الغساسنة، وأنهم خرجوا من القسطل إلى الدير ومنه انتقلوا إلى الفحيص حيث يعُرفون بآل السماوي والسماري، والقعاورة فروع عديدة يتوزعون على الناصرة وحيفا ونصف جبيل وعمان والفحيص.

ويذكر الدبّاغ أن القعاورة يلتقون في الانتساب للعرب الغساسنة مع عشائر الحدّادين والعُزيزات والمعاعية ( المعايعة ) وبني نمر في الحصن ( النمورة) وآل الخازن وآل ملحم في لبنان.

ويذكر كتاب ( السلط وجوارها خلال الفترة 1864م – 1921 م ) لمؤلفه الدكتور جورج فريد طريف داوود أن القعاورة من عشائر السلط المسيحية التي تتبع طائفة الروم الأرثوذكس.

وتحدّث كتاب ( أحسن الربط في تراجم رجالات من السلط ) لمؤلفه الدكتور هاني صبحي العمد عن والد الوزير المهندس سمير الشيخ فرحان خليل حنا قعوار ( 1902-1976 ) فذكر أنه ولد بمدينة السلط في سنة 1902 في عشيرة ينتمون إلى طائفة الروم الأرثوذكس، والتحق بمدارس السطانية، وأتقن القراءة والحساب، كما أتقن الخط العربي الذي استعمله في كتابة محاضر المجلس البلدي لسنوات طويلة متواصلة، واشتغل طوال عمره بالزراعة، وقد رزق بابنه سمير الذي ولد بالسلط عام 1934م، وأدخله بمدرسة المطران بعمان وتخرج من مدرسة خضوري الزراعية بطولكرم ، وعمل بدائرة الاحصاءات ، وبعد ذلك درس في الولايات المتحدة الأمريكية وتخرج من جامعة ولاية أريزونا سنة 1959م، وحصل على الماجستير في الهندسة الميكانيكية من جامعة ولاية كنساس، واشتغل في الولايات المتحدة في شركات تصنيع معدات الأغذية ثم عاد إلى الأردن ، وعمل في مجلس الإعمار مدة خمس سنوات ، وبعدها تفرغ للعمل الخاص، وانتخب عن محافظة البلقاء نائباً في الدورات النيابية لأعوام 89،93، 97 وفي هذه الأثناء عين وزيراً للمياه والري والنقل في خمس وزارات.

وتأكيداً على علاقة القرابة التي تربط قعاورة السلط والفحيص بقعاورة الناصرة يتحدث الدكتور هاني العمد في كتابه ( أحسن الربط في تراجم رجالات من السلط ) عن أحد رجالات القعاورة الدكتور طنوس بولص طنوس قعوار (1892 – 1964م) فيذكر أنه ولد بمدينة الناصرة في عام 1892م ودرس في مدرسة صهيون بالقدس ثم انتقل إلى مدرسة البروتستانت في الناصرة في الفترة ما بين 1902-1905م ، وأكمل دراسته في المدرسة الإعدادية الأميرية ببيروت في الفترة ما بين 1906-1909م، حيث حصل على شهادة المدرسة الإعدادية ، ثم التحق بعدها بالمكتب الطبي العثماني ( كلية الطب ) لمدة خمس سنوات ( 1910- 1914م ) في إستانبول ، حصل بعدها على شهادة الدبلوم في الطب، ثم نال التدريب اللازم لمدة تسعة شهور في المستشفى.

وبسبب ظروف الحرب العالمية الأولى التي خاضت غمارها تركيا، عمل في مستشفيات القوات التركية والقطع العسكرية، وكذلك طبيباً عسكرياً في جبهة القوقاز برتبة ( يوزباشي – نقيب ) طيلة سنوات الحرب، وخلال فترة الحكومة الفيصلية 1918- 1920 عمل طبيباً في الناصرة وبيسان وإربد وفي بداية عام 1921 حصل على رخصة مهنة ممارسة الطب من دائرة الصحة بحكومة فلسطين ( وكان رقمه 183 ) ثم عمل بعد ذلك طبيباً في القدس وأريحا.

أما خدمة الدكتور طنوس قعوار في الأردن ، فقد بدأت بممارسة مهنة الطب في إربد، ثم عين طبيباً للحكومة في كل من مأدبا والكرك ، وطبيباً ممارساً ووكيلا للدكتور سانيال خلال عامي 1924 – 1925م. أما في السلط فقد بدأت خدمته بتاريخ 1/4/1927 وبقي حتى نهاية سنة 1950 ، ليشغل بعد ذلك منصب رئيس الأطباء في لواء البلقاء، وأما خدمته بعمان فقد بدأت في أول شهر آب 1954 وحتى نهاية شهر آب 1957، حيث تمت اعادته ليعمل طبيباً في أمانة العاصمة، ليحال بعد ذلك على التقاعد اعتباراً من بداية أيلول 1957م ، وقد بلغت خدمته في وزارة الصحة في الأردن أكثر من 36 عاماً مثّل خلالها الأردن في عدة مؤتمرات طبية
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))