ابو فلاح رجل تجاوز عمره (السبعين) وهو من عائلة بسيطة جدا .. عاش معظم حياته " تمشاية حال" .. الا انه استطاع ان يعلم ويزوج معظم ابنائه.
كانت صحته في الفترة الاخيرة قد (اختلفت) .. مما استدعى نقله على الفور الى احد المستشفيات .. ادخل الى العناية الحثيثة وما هي الا ساعات معدودة حتى خرج الطبيب يسأل عن احد ابنائه ليقول لهم: "عظم الله اجركم"..
بعدها كانت هي مجرد دقائق معدودة التي تفصل بين (بكاء) ابناء المرحوم على فراق (الاب).. وبين وصول اقارب وجيران واصدقاء المرحوم الى المستشفى.
وبعد ان قاموا "بالمجابرة "على ابنائه توجه الجميع الى الابن الاكبر(فلاح)..
وجميعهم لهم مطلب وحيد وهو الحصول على: (غدا المرحوم)!
في هذا الوقت الحرج لا يوجد متسع من الوقت عند (فلاح) .. لا لتشكيل لجان لدراسة العروض المقدمة.. او حتى للتشاور.. والمطلوب منه على الفور ان يتخذ قراره ويوزع: "غدا المرحوم"
كان قراره: بأن أعطى احد ابناء عمومته اليوم الاول.. واعطى احد الجيران اليوم الثاني (سداد).. اما اليوم الثالث فقال: "غداه" عندنا..
هذا القرار لم يعجب بقية الموجودين من (الاقارب والنسايب والاصدقاء) لعدم اعطائهم ولا يوم.. ودخلوا جميعا في حوارات ساخنة وتعالت اصواتهم في (كردورات) المستشفى احتجاجا على هذا التوزيع واصرارهم على: "الغدا"!
تصادف في تلك الاثناء زيارة مسؤول لتفقد احوال المستشفى وبعد ان شاهد المعركة الدائرة بينهم سأل احد الموجودين : شو في ?!
فكانت الاجابة: هاظ يا سيدي المواطن الاردني وهو عايش والحكومة مسؤولة عنه غداه غير: (النواشف) .. ولما يموت والحكومة تحل عنه الكل بتهاوش من يطبخله: (مناسف)!!.
بقلم صالح عربيات
مشاركة الموضوع مع الأصدقاء :
Add This To Del.icio.us
Tweet/ReTweet This
Share on Facebook
StumbleUpon This
Add to Technorati
Digg This
|