شارع ( الحمام ) ؟! ... بقلم صالح عربيات


بصراحة انا لا اجيد التسوق في المولات ولا احب الذهاب اليها لكن من باب ( الستيرة ) قد تضطر في بعض الاحيان للذهاب هناك.

هناك فرق شاسع بين التسوق في ( المول ) وبين التسوق في شارع ( الحمام ) في السلط .

ففي ( المول ) انت لا تعرف احد ولا تتكلم مع احد وشو ما " شتريت " ما حدا داري عنك وذلك على عكس التسوق في شارع ( الحمام ) ..

فمثلا عندما تريد شراء نصف كيلو ( لحمة فرمة ) لزوم (المحاشي ) قد يأتي احد ابناء العمومة او احد المعارف صدفة الى ( المحل ) فتضطر في حينها لاضافة ( رطل ) لحمة ( شقف ) لزوم ( المنسف ) و ( معلاق ) وذلك حتى تحفظ ماء وجهك .

لانك ان لم تفعل ذلك ستثير النصف الكيلو ( لحمة ) جدلا واسعا في المدينة بين معارض سيرى أنك انسان ( جلدة ) ومعروف عنك ( النتافة ) .. وبين مؤيد لك سيرى ان شرائك لنصف كيلو( فرمة ) هي فقط لغايات صحن ( الحمص ) .

وذلك بعكس ( المول ) فهناك قد تكتفي فقط بشراء علبة ( بلابيف ) وتخرج من هناك واثق الخطوة مطمئن البال بأن لا احد قادرعلى التأثير على ( خياراتك ) .

هذا بالنسبة لشراء ( اللحمة ) اما بالنسبة لشراء الادوات المنزلية فالمسألة اكثر تعقيدا .. في غالب الاحيان يتجنب الرجل ان كان من وجوه " ربعه " خاصة شراء ( قشاطة ) او ( طنجرة ) من شارع ( الحمام ) خوفا من ان يشاهده احد وهو يقوم بحملها فتثور حوله الشبهات ان كانت وظيفته محصورة ( بشرائها ) ام ان له هواية في ( استخدامها ) .. لذلك هو يتجنب شرائها اصلا تجنبا للشبهات !
بينما في المول قد تجد عرضا مذهلا على ( الشباشب ) ولان العرض مغري ويلقى اقبالا شديدا قد لا تجد اللون الذي يحفظ لك ( هيبتك ) فتختار مرغما اللون ( الفوشي ) ,, ومع ان هذا اللون كفيل لوحده بأن يسقط عنك صفة ( الرجولة ) لو قمت باختياره في شارع ( الحمام ) .. الا ان الوضع في (المول ) مختلف تماما فهناك العديد من الضمانات بأن تخرج مرفوع ( الرأس ) مهيوب ( الجانب ) حتى لو اخترت اللون( الفوشي ) !

ما اوّد قوله ان المواطن في بلدته لا يملك الحرية في شراء نصف كيلو ( فرمة ) فما بالك في حريته اذا كانت متعلقة باختيار (نائب ) !

لذلك على الحكومة ان ارادت ( الستيرة ) في الانتخابات القادمة ان تزيد عدد مقاعد القائمة الوطنية .. فالناخب ان اختار ( فوشي ) او ( اخواني ) او ( يساري ) او حتى شيخ ( عشائري ) اقل ما فيها صوته وهو حر فيه ! .
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))