صورة وحكاية : السلط



من بين الاروقة وعتبات الدرج المتآكلة تفوح رائحة الحضارة والتراث، وتاريخ اردني عريق ممزوج برائحة القهوة السادة وحبات الهيل وصوت ام هاني الحنون تغني الترويدة السلطية الصباحية يطرب آذاني المشتاقة لشيء من القدم ... لشيء بعيد كل البعد عن العصرنة والعولمة واكذوبة القرية الصغيرة.

مضيت في خطواتي التي تحن لشوارعها المبلطة ولمجموعة من الذكريات في تلك الشوارع والازقة، جدران متآكلة ولكنها صمدت في مهب كل تحديات الطبيعة فحافظت على شموخها كما اهلها الذين حفظوا العهد وصانوه وتمسكوا بكل حجر من حجارتها رغم طول عمرها...ففي مدينة السلط تجد بيوت تعود عمرها لمئات السنين ولا زالت آهلة بالسكان.

كم انت عريقة وجميلة وانيقة بحلتك التقليدية ...هكذا قال لي عمو ابو فاضل وهو يشرب الشاي في قهوة المغربي (عمو هذه مدينة السلط مدينة العراقة والحضارة والتراث القديم ، هي قديمة جدا عمو تخيلي هي اقدم منا كلنا حتى اقدم من جدي) هكذا عبر عمي ابو فاضل ببساطة عن عراقة السلط...عن صفحات من التاريخ سطرتها هذه المتربعة على قمم البلقاء محاطة بغابات البلوط والسنديان كعروس في ليلة حنائها...

آه ما اجمل اصوات الباعة في شارع الحمام ،من اجمل السمفونيات الشرقية المعزوفة باصابع فنان مغمور يملأه الطموح نشاطا وحيوية...فتقودني قدماي الى ذاك الركن الضيق في شارع الحمام ...دكان ابو حامد طبيب الاعشاب الشهير...كل ركن فيك يحمل في ثناياه قصة تعود لمئات السنين وعائلات تتوارث المهنة ليبقى اسمها منقوشاً في تاريخك المنير..

كل الحب لك يا عروس البلقاء.

بقلم عليا الفزاع
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))