قصيدة للشاعر الأديب سليمان المشيني في السلط

وقافيةٍ فذّةٍ حرّةٍ من الشعر..ما صُغْتُ أمثالَها
شَرودٍ تَلمّعُ في الخافِقَيْنِ إذا ذُكِرَتْ..قيلَ مَنْ قالها
بأغلى اللآلىءَ زيّنْتُها إلى ربّةِ الحُسْنِ تُهْدَى لها
فقدْ تُوِّجَتْ بالجمال الذي يَشعُّ الحياةَ وَسَيّالَها
لها طَلْعَةٌ كانبثاقِ الصّباحِ يُزيلُ عن الرّوحِ أثقالَها
وَعَيْناها عَيْنا رشا فاتنٍ وأُمُّ البها طَرّزَتْ شالَها
إذا بَسَمَتْ هَلَّ وجهُ الرّبيعِ وأَنْشَدَتِ الطّيْرُ مَوّالَها
وَإِنْ لامَسَتْ صخرَةً كُهْرِبَتْ وَأَجْرَتْ من الصخرِ سَلْسَالَها
فَمِلْكُ يديها الرّواء الذي يعيشُ يُقَبِّلُ أظْلالَها
عَشِقْتُ صَباها وأجواءَها كَذاكَ ضُحاها وآصالَها
وأروعُ شعري غنّيتُها وأبذُلُ روحيَ "كُرْمالَها"
تُرَى هَلْ عرفتُم فيمَنْ أَهيمُ ومَنْ تعشقُ الرّوحُ صُنْواً لَها
هي السّلطُ دار الخلودِ المقيمِ وحقُّ الوفا يَقْضي إجلالَها
فَما أَنْجَبَتْ غير شُمِّ الأُنوفِ كما تُنْجِب الأسْدُ أشْبالَها
إذا ما المعالي دَعَتْ ولْدَها تنادَوْا يُلَبّونَ تَسْآلَهَا
ووحدَةُ أمّتِنا همُّها لِتَحْيا وتُصْلِح أحْوالَها

تَسامَتْ بأمْسٍ شَذيّ السّنا وكان النّدى أبَداً خالَها
وتبقى من الأرْدُنِ المُفْتَدَى مَعينَ الحياةِ وشَلالَهَا
وطابَتْ ثَرَىً بالليوثِ الأُلى دِماهُم تُعَطّر صَلْصَالَها
فماذا أقولُ بها مِنْ ثَنا ويستبِقُ الفعلُ أقوالَها
عليها من الخُلْدِ تعويذَةُ ألَحّ الزّمانُ فما زالَها
وعطّرَها العِلْمُ في عِطْرِهِ وحَلّى يديْها وأحْجالَها
فدارُ المعارِفِ كانت بها ولا يُنْكِرُ العلمُ أفْضالَها
وقلْعتُها عنْ بطولاتِها تُحَدّثُ بالفخر أجْيالَها
وكيف الحُماةُ استماتوا فِدىً فقد خلّدَ الدّهْرُ أبْطالَها
وواديها للفنّ فردوسُهُ وللنفسِ يبعثُ آمالَها
وللشعر يوحي القوافي التي تجيء تجرجرُ أذيالَها
وقد حَمَلَت طيّ أحشائها نديّ المعاني وإخْضالَها

فيا سلطُ عفوَكِ ماذا أقولُ بِمَنْ طرّزَ المجدُ سِرْبالَها
وقد أصبحَتْ موئلاً للعلاءِ على النجمِ تسحبُ أذيالَها
ولو لم تكوني أعزَّ حمى لَزُلْزِلَت الأرضُ زِلْزالَها
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))