الشيخ أحمد العبد الله أبو رمـَّان ( أبو جلمة )

أحد رموز الحركة الوطنية الأردنية في بدايات القرن المنصرمولد الشيخ أحمد بن الحاج عبد الله يونس الرمامنة الملقـَّـب ( أبو جلمة ) في السلط في حدود عام م1885 في مرحلة كانت حكومة حزب الإتحاد والترقـًّـي الذي كان معظم قادته من يهود الدونمة والماسونيين تنتهج سياسة تهدف إلى تتريك العرب وتجهيلهم بلغتهم العربية ، ولكن الشيخ أبو جلمة كما يذكر الدكتور هاني صبحي العمد في كتابه ( أحسنُ الربط في تراجم رجالات من السلط ) كان يتقن القراءة والكتابة ويـُـلمُّ بالتركية ، وكان يلازم منذ صغره والده في أعماله التجارية والزراعية ، وكان موضع ثقـته حيث كان يسلمه أثمان المنتوجات الزراعية التي كان يبيعها كالقمح والشعير والزبيب وغير ذلك ، وقد عرف عن الشيخ أبو جلمة حرصه على إصلاح ذات البين وحل قضايا العرض والدم والمنازعات العائلية والخلاف على امتلاك الأراضي ، وكان له رأي مسموع في القضاء العشائري .

وكان الشيخ أحمد العبد الله أبو رمـَّـان ( أبو جلمة ) من رجالات الحركة الوطنية الأردنية ، وكان من بين الذين رافقوا الملك فيصل بن الحسين بن علي إلى دمشق التي أصبحت عاصمة للحكومة العربية بزعامة الملك فيصل في أواخر العقد الثاني من القرن العشرين المنصرم ، وعندما قدم الأمير المؤسًّـس عبد الله بن الحسين بن علي إلى معان بعث له الشيخ أبو جلمة برقية ترحيبا بقدومه ، وعندما وصل قطار الأمير إلى عمان كان في اسقباله مع رجالات شرقي الأردن ويقال إن الأمير نزل من من القطار وهو يسند يده على كتف الشيخ أحمد أبو جلمة ، ويذكر كتاب ( الأردنيون والقضايا القومية والوطنية ) لمؤلفه الدكتور محمد عبد القادر خريسات أن الشيخ أحمد العبد الله أبو رمـَّان ( أبو جلمة ) كان من بين رجالات الحركة الوطنية الأردنية الذين لبـَّـوا دعوة عدد من الشخصيات العربية المقيمين في دمشق لعقد لقاء في النادي العربي في دمشق في أواخر شهر تشرين الثاني من عام 1919 م ، وكان من الموقعين على البيان السياسي الذي تمخَّض عن اللقاء وتضمن احتجاج أهالي شرقي الأردن ورفضهم للمؤامرة التي تمَّت بين وزير خارجية بريطانيا لويد جورج ووزير خارجية فرنسا كليمنصو لتجزئة البلاد العربية وتقسيمها والتنكر لحقها في الإستقلال والوحدة ، كما طالب البيان برفض الهجرة الصهيونية إلى فلسطين التي تسهلها لهم الحكومة البريطانية ، وجاء في البيان كما أوردته صحيفة ( العاصمة ) الدمشقية في عددها الصادر في 4 ـ 12 ـ 1919 م : ( إذا لم يعدل الإنجليز والفرنسيون عن هذا الإتفاق الجائر ، وإذا لم تنل بلادنا العربية استقلالها التام بحدودها الطبيعية ، فإننا نعلن أننا سنصون استقلالنا ونحميه باموالنا وأولادنا ودمائنا ولو فنينا عن آخرنا وعلى هذا أقسمنا الأيمان المغلظه ) ، وكان للشيخ أبو جلمة دور في جمع السلاح وتخزينه في أماكن آمنة في منطقة السلط تمهيدا لتهريبه إلى المجاهدين الفلسطينيين أثناء ثورة عام 1936 م بعيدا عن أعين الإنجليز وجواسيسهم من ضعاف النفوس .وكان الأمير المؤسًّـس قد أنعم بالباشوية على الشيخ أبو جلمة في 9 ـ 2 ـ م1939 ، وتوفي في شهر آذا م1942 بعد مرض لم يمهله طويلاً ، ودفن بمقبرة يوشع ، ويذكر الدكتور هاني صبحي العمد في كتابه ( أحسنُ الربط في تراجم رجالات من السلط ) أن معاصري الشيخ أبو جلمة كانوا يصفونه بأنه كان كارها للظلم ، ناصراً لصاحب الحق ، كريماً ، مأمون الجانب .
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))