في عام م1892 رزق الحاج مفضي يوسف النجداوي أحد وجهاء السلط ومن كبار تجارها بطفل اطلق عليه اسماً مركباً "محمد صالح" ، وكعادة أهل السلط في تلك المرحلة دفع الحاج مفضي بطفله محمد صالح عند بلوغه الخامسة من العمر إلى الشيخ الجليل عبد الحليم زيد الكيلاني وإلى الشيخ الجليل فهيم زيد الكيلاني ليتعلم على أيديهما تلاوة القرأن الكريم ، ثم أدخله إلى مدرسة السلط الرشيدية فلما أكمل دراسته فيها أرسله إلى دمشق ليلتحق بالعديد من أبناء شرقي الأردن الذين كانوا يدرسمن في"مكتب عنبر"الذي كان أشهر المدارس في بلاد الشام في العهد العثماني ، وبعد إكماله الدراسة في"مكتب عنبر"التحق بالكلية العسكرية في استانبول ، وبعد تخرجه منها التحق بالجيش العثماني ثم عُيّن مديراً لناحية صلخد ثمّ المزيريب ثم درعا ثم نقل مديراً للنفوس (الأحوال المدنية) في القدس ، وعندما أعلن الشريف الحسين بن علي الثورة ضد حكومة حزب الاتحاد والترقــًّـي التي كانت قد تسلطت على الدولة العثمانية والذي كان معظم قادته من يهود الدونمة والماسونيين التحق محمد صالح النجداوي بجيش الثورة برتبة ملازم أول وكان من ضباط الجيش الذي دخل إلى دمشق بقيادة الأمير فيصل بن الحسين (الملك لاحقاً) ، وخدم النجداوي في جهاز الدرك السوري (الأمن العام) قائداً للفرسان في الفترة من عام م1918 إلى عام م1920 عندما نجح المحتلون الفرنسيون بالتواطؤ مع المحتلين الإنجليز من القضاء على الدولة العربية في دمشق واجبارهم الملك فيصل على مغادرة دمشق فالتجأ العديد من الضباط العرب إلى شرقي الأردن ليساهموا في تشكيل الجيش العربي الأردني بعد قيام الأمير عبد الله بن الحسين بتأسيس الإمارة الأردنية ، وكان من هؤلاء الضباط صالح النجداوي وعبد القادر الجندي وصبحي العمري وفؤاد سليم وبهجت طبارة وجلال القطب وأحمد صدقي الجندي ، وعُـيًّـن النجداوي قائداً لدرك السلط ثمَّ نقل قائداً لدرك الكرك والطفيلة ثمَّ رُفــًّـع إلى رتبة رئيس وعُـيًّـن قائداً لدرك العاصمة عمان ، وفي تلك المرحلة أخذ المحتلون الإنجليز الذين كانوا يتحكـَّـمون في شؤون الأردن بموجب صك الانتداب يلاحقون الضباط الذين كانوا يتعاطفون مع الحركة الوطنية الأردنية التي كانت تعارض الوجود البريطاني وتطالب باستقلال شرقي الأردن ، وقام الإنجليز باعتقال الرئيس محمد صالح النجداوي مع عدد من رجالات الحركة الوطنية الأردنية كان منهم مصطفى وهبي التل (عرار) وسامي شمس الدين الشركسي وعودة باشا القسوس الهلسا ونفوهم إلى جدّة حيث أمضوا فترة في سجن جدّة إلى أن أصدر الأمير عبد الله بن الحسين عفواً عنهم فعادوا إلى عمان ، وتمَّ تعيين محمد صالح النجداوي في نظارة الداخلية (وزارة الداخلية) حيث شغل منصب مدير ناحية في الجيزة ، واستمر في عمله حتى عام م1926 حيث قدّم استقالته وتقدم بطلب للحصول على ترخيص لإصدار جريدة أسبوعية أطلق عليها اسم"الأنباء"ولكنه لم يتمكن من إصدار الجريدة بعد حصوله على ترخيص لإصدارها فقام ببيع الترخيص صورياً لصديقه ورفيقه في سجن جدّة شاعر الأردن الخالد مصطفى وهبي التل (عرار) الذي أصدر منها عدداً واحداً لم تكتمل طباعته حيث ألغت الحكومة الترخيص بضغط من المحتلين الإنجليز أثناء طباعة العدد الأول.
على صعيد العمل الوطني والسياسي فقد تأثر الضابط محمد صالح النجداوي كغالبية أترابه الشبّان العرب في تلك المرحلة بأفكار وطروحات الحركة الوطنية العربية التي كانت تتبناها عدة نوادي وجمعيات عربية بعضها علنية وبعضها سريّة كجمعية العروة الوثقى وجمعية العربية الفتاة وحزب اللامركزية والنادي العربي ، وكان الضباط العرب في الجيش العثماني من أكثر الشبَّان العرب تأثراً بطروحات وأفكار الحركة الوطنية العربية بسبب ما كانوا يرونه بأنفسهم من مظالم كالنت حكومة حزب الاتحاد والترقــًّـي تمارسها ضد العرب في سياق سياسة التتريك التي تبناها الحزب الذي كان معظم قادته من يهود الدونمة والماسونيين ، وكان تعاطف الضابط محمد صالح النجداوي مع طروحات الحركة الوطنية وراء إبعاده عن الجيش ونقله إلى وظائف مدنية كان آخرها منصب مدير النفوس في القدس في عام 1916م.
وعندما عُـيًّـن محمد صالح النجداوي بوظيفة مفوّض جمارك في دمشق من قبل حكومة الإمارة الأردنية في عام م1927 انضمّ محمد صالح النجداوي إلى مجموعة من الشبّان العرب في تأسيس حزب سرّي أطلقوا عليه اسم"الحزب الملكي"وكان من أهداف الحزب تحرير سوريا من الإحتلال الفرنسي وإعلانها مملكة عربية تحت قيادة الملك علي بن الحسين شقيق الملك فيصل بن الحسين الذي أجبره المحتلون الفرنسيون على الخروج من سوريا في عام م1920 بعد أن نجحوا في القضاء على الدولة العربية التي كان فيصل ملكاً عليها ، وعندما اكتشف المحتلون الفرنسيون دور محمد صالح النجداوي في"الحزب الملكي"طلبوا من الأمير عبد الله نقله من دمشق فرفض الأمير الذي كان على معرفة بنشاطات"الحزب الملكي"طلب المحتلين الفرنسيين فأوعز هؤلاء إلى حلفائهم الإنجليز الذين كانوا يتحكـَّـمون في شؤون الأردن فضغطوا على حكومة الإمارة وأجبروها على إلغاء وظيفة موظف الجمارك في دمشق فاضطر النجداوي للعودة إلى عمان في عام م1932 ليتنقل في عدّة مناصب في دائرة الجمارك إلى أن أحيل على التقاعد في عام م1946 فتفرّغ للعمل السياسي وشارك في تأسيس"حزب الشعب الأردني"الذي ترأسه الشيخ عبد المهدي الشمايلة ، وعندما حلت حكومة الإمارة الحزب لجأ النجداوي مع عدد من قادة الحزب إلى سوريا ومصر ثم عادوا إلى عمّان بطلب من الأمير المؤسًّـس عبد الله بن الحسين.
على صعيد العمل الوطني والسياسي فقد تأثر الضابط محمد صالح النجداوي كغالبية أترابه الشبّان العرب في تلك المرحلة بأفكار وطروحات الحركة الوطنية العربية التي كانت تتبناها عدة نوادي وجمعيات عربية بعضها علنية وبعضها سريّة كجمعية العروة الوثقى وجمعية العربية الفتاة وحزب اللامركزية والنادي العربي ، وكان الضباط العرب في الجيش العثماني من أكثر الشبَّان العرب تأثراً بطروحات وأفكار الحركة الوطنية العربية بسبب ما كانوا يرونه بأنفسهم من مظالم كالنت حكومة حزب الاتحاد والترقــًّـي تمارسها ضد العرب في سياق سياسة التتريك التي تبناها الحزب الذي كان معظم قادته من يهود الدونمة والماسونيين ، وكان تعاطف الضابط محمد صالح النجداوي مع طروحات الحركة الوطنية وراء إبعاده عن الجيش ونقله إلى وظائف مدنية كان آخرها منصب مدير النفوس في القدس في عام 1916م.
وعندما عُـيًّـن محمد صالح النجداوي بوظيفة مفوّض جمارك في دمشق من قبل حكومة الإمارة الأردنية في عام م1927 انضمّ محمد صالح النجداوي إلى مجموعة من الشبّان العرب في تأسيس حزب سرّي أطلقوا عليه اسم"الحزب الملكي"وكان من أهداف الحزب تحرير سوريا من الإحتلال الفرنسي وإعلانها مملكة عربية تحت قيادة الملك علي بن الحسين شقيق الملك فيصل بن الحسين الذي أجبره المحتلون الفرنسيون على الخروج من سوريا في عام م1920 بعد أن نجحوا في القضاء على الدولة العربية التي كان فيصل ملكاً عليها ، وعندما اكتشف المحتلون الفرنسيون دور محمد صالح النجداوي في"الحزب الملكي"طلبوا من الأمير عبد الله نقله من دمشق فرفض الأمير الذي كان على معرفة بنشاطات"الحزب الملكي"طلب المحتلين الفرنسيين فأوعز هؤلاء إلى حلفائهم الإنجليز الذين كانوا يتحكـَّـمون في شؤون الأردن فضغطوا على حكومة الإمارة وأجبروها على إلغاء وظيفة موظف الجمارك في دمشق فاضطر النجداوي للعودة إلى عمان في عام م1932 ليتنقل في عدّة مناصب في دائرة الجمارك إلى أن أحيل على التقاعد في عام م1946 فتفرّغ للعمل السياسي وشارك في تأسيس"حزب الشعب الأردني"الذي ترأسه الشيخ عبد المهدي الشمايلة ، وعندما حلت حكومة الإمارة الحزب لجأ النجداوي مع عدد من قادة الحزب إلى سوريا ومصر ثم عادوا إلى عمّان بطلب من الأمير المؤسًّـس عبد الله بن الحسين.
الدستور
مشاركة الموضوع مع الأصدقاء :
Add This To Del.icio.us
Tweet/ReTweet This
Share on Facebook
StumbleUpon This
Add to Technorati
Digg This
|