عشيرة العواملة

نسبُ عشيرة العواملة

هناك أكثر من رواية حول نسب عشيرة العواملة السلطية ، رواية أوردها كتاب ( قاموس العشائر في الاردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري تذكر أن عشيرة العواملة ارتحلت من القسطل إلى السلط قبل حوالي 250 عاما ، ونزل جَدُّهم الأوَّلُ احمد الملقب بالعامل في برج الخيار أحد أبراج قلعة السلط ، وقد عُـرفت المنطقة التي سكنت فيها باسم حارة أو محلة العواملة وسكنت فيها العديد من العشائر السلطية توزَّعت على مجموعتين ، الأولى اصطلح على تسميتها بالعوامله التحتا وتضمُّ عشائر الحمدان وأبو حمُّور والعمايره والحلايله والنجداوي ، والمجموعة الثانية أصطلح على تسميتها بالعوامله الفوقا وتضمُّ عشائرَ العطيَّات والكلوب والجدوع والحدايده ( آل الحديدي ) الذين يعودون بنسبهم إلى سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما .

ويُعزِّزُ كتاب ( تاريخ شرقي الأردن وقبائلها ) لمؤلفه الضابط الإنجليزي فردريك بيك الرواية التي تذكر أن العواملة ارتحلوا قبل حوالي 250 عاما ( 1730 م (وكان عددهم حوالي 550 نسمة من القسطل إلى السلط ليستقرَّ جَدُّهم الملقب بالعامل في برج الخيار وهو أحد أبراج قلعة السلط ، ويشيرُ بيك إلى أن الجدَّ المؤسس للعواملة أعقب حمدان وأعقب حمدان أحمد وأعقب أحمد مصطفى ويوسف وأعقب مصطفى سليم وبشير ومحمد وسالم وأعقب يوسف حمد وكايد وحسين وبركات ومن أعقاب هؤلاء تشكَّلت عشيرة العواملة السلطية .

وتذكرُ رواية أوردها كتاب ( العشائر الأردنية والفلسطينية ووشائج القربى بينها ) لمؤلفه الباحث احمد أبو خوصة أن زعامة العواملة في الحمدانيين (الحمدان) الذين ارتحل جَدُّهم أحمد الحمداني من حلب بعد قتله لأحد أمراء الشهابيين واستقرَّ في القسطل القريبة من زيزيا (جنوب عمان ) ، فلحقت به مجموعة من الشهابيين وتمكنوا من قتله طعناً بالرماح ، فتوزَّع أعقابه بعد مقتله بين السلط في الأردن وبين سانور القريبة من حنين ويعرفون بآل الجرار ، ويرجعُ نسب الحمدانيين (الحمدان ) إلى الحمدانيين الذين كانت لهم دولة في حلب بزعامة سيف الدولة الحمداني ومن مشاهيرهم الشاعر والفارس الذي جمع بين السيف والقلم أبو فراس الحمداني ، ويذكرُ كتاب ( موسوعة القبائل العربية ) لمؤلفه الباحث عبد عون الروضان أنَّ نسب الحمدانيين ( بنو حمدان) يرجع إلى حمدان بن حمدون أحد رجال تغلب بن وائل بن قاسط إبن هنب بن أفعى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان جد العرب العدنانية .

ويُعزِّزُ هذا النسب بيتٌ من شعر الفارس الحمداني أبو فراس الحمداني يقول فيه :
                                  
وقد علمتْ ربيعة ُ من نزار ٍ                           بأنا الرأسُ والناسُ الذنابُ

ويوردُ الأديبُ المؤرِّخ روكس بن زائد العُزيزي في الجزء الأول من كتابه ( قاموس العادات واللهجات والأوابد الاردنية ) روايةً تشير إلى أن العواملة ربما ينحدرون من جبل عامل " جبل عاملة "، وتتوزَّع قرى وأراضي بلاد عاملة على لبنان وفلسطين ، وربما تتعزَّزُ رواية العُـزيزي بما أورده المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّـاغ في الجزء السادس من القسم الثاني من كتابه ( بلادنا فلسطين ) عن وجود مجموعة من عرب الحمدان في بلدة قَدَس التي تقع ضمن قرى وأراضي بلاد عاملة ( بلاد جبل عامل ) والتي تقع ما بين قريتي المالكية والنبي يوشع على الحدود اللبنانية ، ويذكر الدبَّـاغ أن قبيلة عاملة نزلت الجبل الذي عرف باسمها في جنوبي لبنان وشمالي فلسطين بعد الفتح العربي الإسلامي مع العديد من القبائل والعشائر التي نزلت فلسطين آنذاك كجذام والأشعريين وبني عامر والجرامقة والغساسنة ، ويذكرُ الدبَّاغُ في الجزء الأول من القسم الأول من كتابه ( بلادنا فلسطين) أن قبيلة عاملة نزلت فلسطين قبل الإسلام مع الهجرات العربية التي سبقت الإسلام ، ويذكر أن أذينه بن السَّمَيْدَعْ بن عاملة كان له نفوذ وشأن في فلسطين في العصور السابقة وهو الذي نزلت عنده قبيلة سليح القضاعية العدنانية بقيادة الحِذرجان بن سلمة ، ويذكرُ الدبَّـاغ أن قبيلة عاملة القحطانية التي ترجِّحُ بعض الروايات انتساب عشيرة العواملة إليها كانت تنزل المنطقة الجنوبية الشرقية للبحر الميت ثم ارتحلت إلى لبنان واستقرَّت في المنطقة الجبلية التي عرفت باسمها ( جبل عامل ) حيث لا يزال فيها وجود لهم ، وتلتقي قبائل عاملة وجذام ولخم في جَدٍ واحدٍ هو عدي ابن الحارث حيث تشكَّلت من أعقاب ابنه الحارث قبيلة عاملة، ومن ابنه عمرو قبيلة جذام ، ومن أعقاب ابنه مالك قبيلة لخم .

ويورد كتاب ( قبائل بني قيس القديمة والحديثة ) لمؤلفه أحمد موسى صالح فسفوس رواية تذكر أن عشيرة العواملة من العشائر القيسية في السلط التي خرجت من جبل الخليل أو التي ترتبط بعشائر القيسية ويذكر أن عشيرة العواملة ترتبط بعشيرة العملة في بيت أولا الخليل ، ويذكر الباحث أحمد موسى صالح فسفوس في كتابه ( جذور في التاريخ القبائل العربية القديمة والحديثة ) أن جدَّ عشيرة العواملة أحمد الذي كان يلقب بالعامل قدم من القسطل في فلسطين إلى برج الخيار بالسلط وزعامتهم في دار حمدان الذين جاء جدهم أحمد الحمداني من حلب فتوزَّع أولاده في الأردن وفلسطين ، فقسم في السلط والآخر ذهب إلى صانور ( جنين ) بفلسطين وهم آل جرار .

ويشير كتاب ( عشائر شمالي الأردن ) للدكتور محمود محسن فالح مهيدات إلى وجود علاقة بين عشيرة العواملة مع عشيرة الشقران والجراروة ، ويذكر أن الشقران والجراروه هم بطن من الصبر من غسان من القحطانية من نسل شقران بن عمرو بن حريم بن حارثة بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد بن بنت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ من نسل قحطان ، ويذكر أنهم نزحزا بعد خراب سد مأرب إلى بلاد الشام واستقرُّوا في القسطل من البلقاء شرقي الأردن ، ولهم أقارب في بيت راس هم الخيلات ، وفي السلط يدعون العواملة ، وفي ريمه في حوران سوريا وجاسم يدعون الجرو .

تعارف السلطيون على تقسيم مدينتهم على ثلاث تجمُّعات سكـَّـانية أطلقوا على كل تجمُّـع إسم الحارة أو المحلة ، وهي حارة أو محلة العواملة وحارة أو محلة وادي الأكراد وحارة أو محلة القطيشات ، وينبغي أن أشدَّ الإنتباه إلى أن العديد من المراجع يلتبس عليها الأمر وتخلط بين العشيرة وبين الحارة فتعتبر جميع العشائر التي تسكن في الحارة بما فيها العشائر المسيحية فروعا من العشيرة التي تحمل الحارة إسمها مع أن لكل عشيرة جذورها الخاصة بها ، وقد وقع في هذا الإلتباس أكثر من باحث وكمثال على ذلك فقد اعتبر أحد الباحثين في كتاب له أن سكان حارة العواملة من عشائر الحمدان والعمايرة والنجداوي والحدايده والجدوع والكلوب والزعبية وأبو حمور وبعض العشائر المسيحية من عشيرة العواملة مع أن الرابط بينها هو الحلف بحكم السكن في حارة واحدة وليس الإلتقاء في النسب .
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))