مقهى القماز

القمّاز ... المقهى الذي احتضن حكايا السلط لأربعة عقود

قال أحد الرحالة المستشرقين أن المقاهي في البلاد العربية تشكل مجتمعا مصغرا يمكن من خلال معايشته يوميا أن يرسم ملامح صورة واضحة للمجتمع الكبير. 

من هنا لايمكن لمن يعبر شارع اليرموك وسط مدينة السلط أن يمر مرور الكرام على مقهى القمّاز كحاضنة شعبية لحكايا مدينة من أعرق مدن الأردن في عمرانها ورجالاتها .هناك وعندما تمر يتسلل إليك عبر النوافذ رائحة الشاي والبن والأعشاب مغلفة بصوت غمغات البشر المتواجدين في المقهى بين شاب يحدث صديقه عن مشروع صغير ورجل مسن يسترجع أمام أبناء جيله ذكريات الشباب وبين هاربين من التلوث التكنولوجي المتمثل بالساتالايت والانترنت إلى طاولة خشبية قديمة تكون بعد لحظات ساحة لمعركة حامية الوطيس للهند والطرنيب والتركس. 

هذه هي القماز الرئة السليمة لكهول السلط وشبانها ...هناك يخلع الموظف الرسمي بدلته وتجهمه ويمارس عفويته الشعبية ويلقي الطبيب سماعته ليحتضن كراسي القش العريقة.وما بين ثرثار لايسكت وآخر يميل إلى الصمت بطبعه ومجموعة أخرى تناقش الهم الشعبي. 

المقهى وعلى مدار الساعة محطة لكل من يعاني السأم فمنذ ساعات الصباح الأولى وحى ساعات الليل يمارس السلطيون هواية تطيير الزهق وقتل الوقت بما يتيسر لدى سعد القماز "أبو سلمان"الوريث الشرعي لأمجاد القهوة ...من مشاعر حب واحترام لمدينته وأبنائها. 

للرصيف معنى آخر أمام المقهى ...فهو أصبح جزءا عضويا من جسدها الصغير بشكل يخيل للرواد أن المقهى كائن حيي يتمدد بجسده ويفرد جناحيه وبساطه إلى ما بعد مساحته الجغرافية. وعادة ما يفضل رواد المقهى الجلوس في بين حرمة معلمين من معالم المدينة وهما مبنى آل المعشر ومبنى آل الحمود.وتبدأ حالة رصد يومي لحدث الشارع عبر الإبحار بالمخيلة في المارة الراجلين والمستقلين لسياراتهم .وتتداعى الدعوات النابعة من كرم عربي أصيل لهم لشرب الشاي والقهوة ومنهم من يلبي ومنهم من يؤجل التلبية غلى موعد قريب. 

موقع البلقا الإخبارية وفي سياق رصده لكل ما يهم الوطن والمواطن عقد عزمه على أن يتواصل مع رواد المقهى من خلال زاوية "رواد من القماز" والتي ستتضمن عرض حكاياهم وصورهم وذكرياتهم ونوادرهم اليومية . 

((هنا القماز الركن الشعبي في هيئة المجتمع السلطي...))
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))