عن السلط وأعلامها الرموز

كما ان للسلط تكوينها الديموغرافي المتميز بتمثيله الراقي لبلاد الشام في اجزائها الجنوبية، فان لها تكوينها الثقافي الذي تزينه رموز ادبية وفكرية تشكل لابناء هذا البلد العربي الأمين عمقهم الروحي، وتمدهم بصلابة المبدأ وحصانة القيمة، ومن لا يعرف للسلط سمتها العالي هذا، يفوته اجمل واغلى ما تشتمل عليه شخصيتنا الوطنية، ويظل وعيه في غفلة من مكونات هذه الشخصية، نقول هذا ونحن نعتقد بضرورة ان يصار الى تخصيص جوائز سنوية باسم الاعلام / الرموز الذين اهدتهم السلط الى الأمة، لا الى الاردن وحده، كأن تكون للأجيال الجديدة من مبدعينا الجوائز التالية :

اولاً: جائزة عبدالحليم عباس لأدب المقالة.
ثانياً: جائزة حسني فريز للقصة والرواية.
ثالثاً: جائزة خالد الساكت للشعر.
رابعاً: جائزة سحبان خليفات للدراسات الفلسفية.
خامساً: جائزة عبدالكريم خليفة للدراسات اللغوية.
سادساً: جائزة الشيخ امين الكيلاني للدراسات الدينية.
سابعاً: جائزة سليمان المشيني للنشيد الوطني.
ثامناً: جائزة موسى الساكت للدراسات الدستورية والحقوقية.
تاسعاً: جائزة رفعت الصليبي لأدب القضية الفلسطينية.

واذا كانت هذه الجوائز المقترحة لا تستغرق مجالات الريادة التي طرقها الاعلام / الرموز في سلطنا العزيزة، فان لجنة متخصصة لهذه الغاية قد توسع دائرة الانصاف والاعتراف، وتضع للاقتراح صيغه الاجرائية، بما في ذلك تحديد الجهة الراعية للجوائز (بلدية السلط مثلاً او وزارة الثقافة، او احدى الجامعات)، او تخصيص وقف ما لدعمها، او فتح باب تبرعات، او غير ذلك من وسائل ضمان استمرارية الجوائز.

ان للسلط اياديَ بيضاء مستحقة الأداء على ثقافتنا الوطنية، وعلى وعينا السياسي، وان لبعض الاعلام الذين اقترحنا جوائز بأسمائهم حضوراً عربياً واسلامياً محترماً، فوق ما لهم من فاعلية محلية تواصل الاعتراف بأثرها المحمود جيلاً بعد جيل.

كانت السلط عام 1905 مدينة مزدهرة يقيم مجتمعها العروبي ثلاثون الف سلطي، (وكان عدد سكان عمان آنذاك خمسة آلاف) ويعطونها طابعها الخاص الذي ما تزال سماتهُ واضحة الى اليوم. وكان لثانويتها العريقة، اساتذة وخرّيجين دور مرموق في ابتناء الاردن الحديث، وكان لزعمائها وشيوخها السهم الوافر في اذكاء النزعة العروبية والروح الوطنية فيه.

ونحن نريد بما نقترحه هنا ان نرى الى انموذج تحتذيه مدائننا كلها، وتحقق في ذلك معنى الوفاء للرواد ومعنى الانتماء البصير للوطن في آن.


أبراهيم العجلوني
جريدة الرأي
3/10/2011
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))