السلط.. المدينة التي تجسد وحدة الأردنيين!!

السلط التي شرفها الملك بزيارته أمس لم يفارقها فقد تكررت اليها زياراته ظلت على الدوام تجسد انتماءها الوطني من خلال تجسيدها لوحدة الأردنيين فقد تفقد القائد امس مواقعها وبارك المزيد من نهضتها وهي تتقدم العقد الأردني الجديد من عهد الملك عبدالله الثاني الذي يزداد الأردن في عهده استقراراً وتقدماً، لقد ظلت السلط على الدوام حاضنة مبكرة لتعليم الأردنيين في مدرستها الشهيرة..كما ظلت صلبة في مواجهة التحديات التي جسدتها الكرامة..

كتب عنها الرحالة بيرهارت الذي زارها "هي المدينة الوحيدة المأهولة بالسكان في منطقة البلقاء وتكاد تكون مستقلة عن أي حكومة ولا تتبع أية ولاية وقد حاصرها باشوات دمشق دون طائل وبقيت السلط حرة لا تخضع لأحد " ويضيف الرحالة.. تتكون المدينة من 400 عائلة من المسلمين وثمانين عائلة من النصارى ويعيشون مع بعضهم في وئام وإخاء تام وفي المدينة مسجد المدينة الكبير وللنصارى كنيسة صغيرة بإسم العذراء..

هي المدينة التي كان يأتيها حسان بن ثابت شاعر الرسول وقد فرَ من دمشق اليها صيفاً ليستأنس بها في قوله:

انظر خليلي بباب حلق هل                تؤنس دون البلقاء من أحد

فعنده دمشق لاتؤنس الاّ اذا كان اقام في البلقاء وغرّتها السلط..وباني السلط في التاريخ هو بالق ومن هنا جاء اسم البلقاء واسمه الكامل بالق من بني عمّان بن لوط..وعمّان اسم لاحد ابناء لوط والبالق حفيده..

السلط التي حظيت بالموقع والتاريخ مازالت تحمل اكثر من سبعمائة مبنى تراثي يصل عمر بعضها الى (400) عام وقد كانت المدينة عرفت كمركز تجاري اساسي لتجار بلاد الشام ومن هنا تشكل سكانها بمن جاءوا من فلسطين (نابلس) او سوريا ليختلطوا مع من كان فيها من اهلها..

ويعكس اتساع الابنية ورحابتها جودة اهلها وكرمهم وزيارة السلط كفيلة بالتعرف على ذلك.. اول مجلس بلدي في السلط كان عام 1887 اي قبل (120) سنة وكانت مهمته التي تزيد عن مهمة البلدية اليوم وتفوقها في التنوع والاتساع منح رخص البناء والاعتناء بتنظيم الشوارع وانارتها وتحصيل الرسوم وبناء حمامات للرجال والنساء وفتح طرق جديدة ومراقبة الاسعار وضرب مدفع رمضان ومعالجة المرضى الفقراء وتخصيص معونات للمعوزين وتغريم المعتدين على الطرق والمتعهدين والمخالفين وترقيم البيوت وزراعة الاشجار في الشوارع ومراقبة الخانات (الفنادق).. ونسأل رئيس البلدية الان ان كان في حوزة صلاحياته مثل ذلك؟! وكانت السلط ممن رحب اهلها بقدوم الامير عبدالله المؤسس في عام 1923 فتمّ استقباله بتبليط الشوارع من السرايا حتى المطحنة بالحجر المزيّ القاسي..واقاموا مدرسة السلط الثانوية..التي ظلت صامدة رغم زلزال عام 1927.

واليوم مساحة السلط وصلت الى 50كم2 بعد انضمام العديد من البلديات لها ويزيد عدد سكان السلط الان عن (200) الف نسمة وتتجمع فيها وفي اطرافها اضرحة ومقابر للعديد من الاسماء الكبيرة والعظيمة.. وقد عرفت الحمامات التركية وفي ميدانها كان طراد الخيل وشارع الدير وشارع الخضر نسبة الى مقام الخضر عليه السلام ومن احيائها حي الجادور نسبة الى مقام النبي (جاد) الموجود فيها (هكذا في المصادر) ووادي شعيب نسبة الى النبي شعيب الذي له مقام فيها ايضا والنبي يوشع بن نون (هكذا) في منطقة زي التابعة للسلط التي سماها الرومان ايضا ارض التين والعنب...

سلطان الحطاب
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))