زراعة أول غابة لشجرة الخروب في السلط

ثمار شجرة الخروب

شجرة الخروب .. هي من أشجار اقليم البحر المتوسط المعروفة منذ أكثر من أربعة الآف سنة، وهي متكيفة للعيش في ظروف المنطقة، ولديها القدرة على التحمل والبقاء في أصعب الظروف، كالجفاف والبرد والرياح.

ويمكن زراعة الخروب في الحدائق المنزلية والعامة وجوانب الطرق، لجمال شكلها وديمومة خضرتها وظلها الوفير، كما يمكن زراعتها في الجبال والأراضي المنحدرة والوعرة والصخرية والرملية.

ولأشجار الخروب قيمة إقتصادية، حيث كانت ثمارها تستهلك سابقاً بأكلها مباشرة وهي طرية، أو صنع العصير (شراب الخروب)، أو صناعة الأغذية (الدبس)، أو الحلويات (المهلبية أو الخبيصة)، وكانت كذلك تستخدم علفاً للحيوانات، في حين بينت العلوم الحديثة من التعرف بدقة على القيمة الغذائية العالية والمتميزة لثمار الخروب ومنتجاتها.

وفي ضوء السعي للحصول على مواد غذائية عالية القيمة وقليلة المضار، أصبحت منتجات الخروب محط إهتمام الدول المتقدمة، حيث تبين أن الخروب يحتوي على مواد غذائية عدّة من أهمها السكر بنسبة 55%، وبروتين عالي الجودة بنسبة 15%، ودهون بنسبة 6%،  وكمية وافرة من الألياف ومضادات الأكسدة.

أمّا مسحوق البذور، فيحتوي على 60% بروتين، وكميات وافرة من الزيوت الخالية من الكوليسترول، كما يوجد في ثمارالخروب فيتامينات (أ، ب1، ب2، ب3، د) وعناصر معدنية مهمة مثل البوتاسيوم، والكالسيوم، والحديد، والفسفور، والمنغنيز، والباريوم، والنحاس، والنيكل، والمغنيسيوم وغيرها.

ولثمار الخروب فوائد غذائية وطبية متعددة، مثل تسهيل الهضم ومعالجة الإسهال عند الأطفال، والمساعدة على تخفيض مستوى الكوليسترول في الدم، وعلاج الإنفلونزا والكحة وفقر الدم، والمساعدة في الوقاية من سرطان الرئة، وطارد للبلغم  ومضاد للحساسية والربو، ومضاد للأكسدة، ومقاومة شلل الأطفال ومضاد للبكتيريا والفيروسات وخلافها.

كما ان هناك بعض الاستخدامات الحديثة لثمار الخروب، كاستخدامها بديلاً مأموناً للشكولاتة، فيما تستخدم قرون الخروب المطحونة في إعداد المشروبات كالكاكا، ويخلط دقيق الخروب مع القمح لصناعة الخبز والفطائر، ويصنع منها لبان (علكة) لزيادة الوزن وعلاج للنحافة، وفي الصناعات الغذائية كالمخبوزات والآيسكريم، وصناعة النشا والسكريات، كما تخلط بذور الخروب في كل من ألمانيا وأسبانيا ببذور البن لإعداد القهوة.

ويعتبر صمغ الخروب من المواد الهامة والمؤثرة في كثيرمن الصناعات، مثل صناعات الورق والنسيج وأعمال الصيدلة وإنتاج كريمات الوجه والشعر والصناعات الغذائية المختلفة، مثل الكاتشب والمايونيز والآيسكريم وصناعات كثيرة أخرى، بالإضافة إلى الاستخدام التقليدي القديم لقرون الخروب، كعلف للحيوانات، وهو أمر هام بالنسبة للأردن لكون غالبية الأعلاف الحيوانية تستورد من الخارج.

هذا وانتهت مديرية زراعة محافظة البلقاء من تأسيس وزراعة أول غابة مخصصة لشجرة الخروب في المملكة، في منطقة جلعد على قطعة أرض مساحتها ما يقارب خمسة وسبعون دونما. وقال مدير زراعة محافظة البلقاء المهندس عبدالله الشمايله ، ان إنشاء هذه  الغابة التي سيتم افتتاحها ضمن احتفالات المملكة بيوم الشجرة ياتي تجسيداً عملياً لمفهوم (الغابة للمجتمع) والذي تبنته الامم المتحدة العام الماضي كشعار للسنة الدولية للغابات.

وبين الشمالية، اهمية ان يكون للغابة انعكاسات ايجابية على المجتمع المحيط من النواحي الاقتصادية والبيئية والجمالية، لدفع المجتمعات الى المساهمة بفعالية في المحافظة على الغابات والحد من عمليات الإزالة أو الإعتداء عليها، لتحقيق مصالح ومنافع أخرى وقد تم اختيار شجرة الخروب لما تتمتع به من ميزات فريدة ومتكاملة، تجعلها من أكثر الأشجار قدرةً على تحقيق جميع الأهداف المنشودة وبكفاءة عالية.

تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))