الزميل صالح عربيات

يلفت انتباهي كل صباح الزميل «صالح عربيات» في العرب اليوم.. فهو يكتب بالسلطية الفصحى ودون خجل..

في بلدنا تستطيع أن تنتج في لحظة واحدة (70) وزيراً و(45) مديراً عاماً ولكن من الصعب إنتاج كاتب إذا لم يكن مسلحاً بالموهبة والأدوات واللغة الخصبة.

والكاتب لا يُنتجُ ولا يُصنَع... هو يفرض ذاته على القارئ وصفحات الجرائد.. وصالح عربيات الذي لا أعرفه شخصياً أشعر أنه سبقنا في السخرية.. فقد حملَ السلط معه في تفاصيل المقالة.. وحين تقرأ له في الصباح تحس أن (الفتى) لا يتصنّع ولا يتكلف.

تغريني القراءة له... وانصحه ان لا يلبي أي دعوة رسمية وأنصحه أن لا يتورط في المشاركة بندوات حول الكتابة الساخرة... وإذا قرر ناقد أن يكتب عن صالح عربيات فأنصح صالح أن لا يعيرَ أحداً اهتمامه.

لي (16) عاماً في هذا (الكار)... وأتذكر ما تعرضه الجزيرة لمشهد الكهل التونسي الذي يقول: «نحن هرمنا... كبرنا..» ثم يبكي وأنا أعترف بأن ثمّة هرما أعترى حروفي والمقالة.... وأحياناً أتمنى أن أسرق من (صالح عربيات)... بعض الشباب... فقد ابتدأت في العرب اليوم قبل (15) عاماً وكنت في الصورة التي انشرها لي ارتدي فيها نفس القميص ونفس (البلوزة) وأملك نفس الابتسامة... التي يملكها صالح.

أدعو قرائي للانتباه إلى مقالة الزميل صالح عربيات في العرب اليوم.... فهو يكتب عن سيرة السلط وتفاصيلها ويكتب بموهبة دون تكلف ودون حشر السخافات في متن المقالة... دون أي تقليد ودون أي تكرار.

أعرف أن الكتابة الساخرة فن... وأنا لم تشبعني مقالات كتاب كثر، بما فيها مقالاتي ولكن أعترف أن هذا الفتى أفضل مني بكثير.... ويحتاج لاهتمام ورعاية أكثر.

عبدالهادي راجي المجالي
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))