أم نبراس .. نموذج المرأة الاردنية المكافحة

نجحت أم نبراس في تقديم النموذج الأمثل للمرأة الأردنية النشمية العصامية المكافحة والمواطنة الصالحة.. فقد شاء القدر أن يبتليها بفقدان الزوج في مرحلة مبكرة من عمرها وهي بأمس الحاجة إلى معين يساعدها في تحمل أعباء الحياة ويساندها ويؤنسها في ظلام الأيام الصعبة ولكنها لم تستسلم تحت وطأة الفقر والعوز فبإرادتها القوية وتصميمها على اجتياز المرحلة لتكمل مشوارها بهمة عالية تمكنت السيدة حنه السمردلي من المواءمة بين أدوارها المتعددة فهي أم رؤوم حنون سهرت الليالي الطوال لتنام غراسها الثلاث بأمان واطمئنان فهي الأم ذات العزيمة القوية التي نجحت في تربية أطفالها ليكونوا معاول بناء وعطاء وهي المواطنة الصالحة التي تقوم بخدمة مجتمعها وأبنائه من خلال موقعها الوظيفي كتربوية ومن خلال عملها التطوعي.

تمكنت ام نبراس من تحقيق المعادلة الصعبة والموازنة بين أعباء الأسرة ومسؤولياتها وبين التزامات الوطن وأعباء العمل العام ولم تقف عند تربية زهراتها الثلاث وتربيتهن التربية الصالحة فلقد عكفت على تعليمهن وتأهيلهن ليتخرجن لبنات صالحات كفؤات.

فنبراس بكرها أكملت تعليمها في جامعة مؤتة – كلية الأميرة منى وهي تعمل الآن معيدة في الجامعة ومجد تخرجت من الجامعة وتحمل شهادة الهندسة في الأراضي والمياه والبيئة وأنجم تحمل درجة البكالوريوس في نظم المعلومات الإدارية.

كما أن السيدة حنه التي ولدت في مدينة السلط بمنطقة الجدعة عملت معلمة في قرى موبص والمضري ووادي السلط ومدرسة ميمونة الثانوية واليمامة والقابسي وشاركت في العديد من الدورات التدريبية ضمن الأطر التربوية وحصلت على عشرات شهادات التقدير من كافة مؤسسات المجتمع المدني والرسمي وهي عنصر فاعل في منتدى السلط الثقافي وتجمع لجان المرأة الوطني وعضو استشاري في مركز شابات السلط.

وبعد أن اتمت رسالتها البيتية وانخراطها في المجتمع الذي تعيش فيه أقدمت السيدة حنه على تأليف كتاب بعنوان "عبق من تاريخ السلط" يحكي قصة العادات والتقاليد التي عاشتها وشاركت بها الآباء والأجداد وكذلك تراث السلط الشفوي والأمثال الشعبية التي ترجمتها ودونتها في كتابها الذي يضم 200 صفحة.

وتقول أم نبراس في السنين البواكر من عمري ومنذ أن بدأ يتضح في أعماقي الوعي الأول وراحت قدماي تدب فوق بلاطات ساحاتها العتيقة بدأت قصة عشقي للسلط الحبيبة فوجدت نفسي انعم بمخزون وافر من التراث الشعبي واحمد الله إنني وطيلة العقود الماضية من عمري بقيت ارقب وارصد هذه العادات بكل حواسي وأعيشها في أعماق ضميري ووجدت من واجبي اليوم أن أفي وطني جزءا من جميل عظيم طوّق عنقي عندما وجدت نفسي اتفيأ ظلال السعادة والنعمة والأمن التي وفرها لنا الأردن الغالي فرحت استعين بالذاكرة القوية إضافة إلى ما سجله قلمي ووجداني من عادات وتقاليد انهض اليوم لأترجم هذا العشق وأدون ما شاهدت وسمعت من تراث السلط الشفوي الذي هوجزء لا يتجزأ من تراث الأردن أدونه هدية للجيل الجديد من شباب والشابات ليكونوا متواصلين مع تراث وعادات وتقاليد أهلهم.

وأضافت السيدة حنه السمردلي تقول "الأم نصف المجتمع وصانعة النصف الآخر "وهي أم الانبياء والرسل والطبيب والمهندس والمعلم الأم التي تهز السرير بيمينها وتهز العالم بيسارها.

وقالت أتمنى أن يعم السلام والأمان أردننا الحبيب وان يجعل الله هذا البلد أمنا مطمئنا وان يسود السلام والوئام العالم اجمع وان يكون الله في عون الأيتام الذين فقدوا أمهاتهم واختتمت حديثها بالقول : ان وراء كل امرأة رجل عظيم ووراء كل رجل عظيم امرأة.

الدستور
عدنان خريسات
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))