عروبتي ... قصيدة للمرحوم عبدالرزاق الفاضل الحياصات

قصيدة نادرة وعميقة ومعبرة للمرحوم الذي رحل منذ عقدين عبد الرزاق الفاضل الضرغام الحياصات الملقب (أبو عزمي) وهو من رجالات مدينة السلط الذين عرف عنهم نقاء السريرة والصدق ونالوا محبة الناس وثقتهم وهو من الأشخاص أصحاب التوجه القومي العروبي الذي قل أمثالهم في يومنا هذا...وهذه هي القصيدة ننشرها للإطلاع على المواهب الحية التي لاتموت ....


قـالـوا لـجمع المال هيا           نــلـتـقـي سـراً سـويـا

قـلـت الـوسيلة لـلـغـنـى         شـرطاً لكي أبقى غنيا

قالوا .. وقلت وما دروا        مـقـتي لـما يبدو خفـيا

اني قـنعت مـن الـحيـاة         بـما تـجـود بـه عـلـيـا

ثـوب الـعـفـاف يـلـفـني        ويتيح لي عيشاً رضيا 

الـلـه يـعـلـم أنـــنـي            ما كـنـت يـوماً عنجهيا

كـلا ولا مـسـتـضعـفاً          يرضى بما يصم المحيا 

نـفـسي تـقـاوم كـل ما         تـلـقـاه مـن جـشـع لـديا

تـأبى عـلي بـأن أسيـر        بـغيـر مـا رسمت الـيـا

عـهـداً عـلي بـأن أظـل        مـدى الـحيـاة لـهـا وفيا

عباد جمع المال يقضي        عــمـره دومــاً شـقـيـا

لـكـن من يبغي الكرامة        ملــجـئـاً يـحـيـا هـنـيــا 

عـيـش الكرامة ثروتي        لا الـمال يجعـلـني ثريا

حـسبـي بـأني قد ولدت        وسـوف أبـقـى يـعربيا

فـعروبتي ستظل خالدة         خــلــوداً ســـرمـــديـــا

سبحان ربي كيف شاء         بـمـنـحـهـا الـعـز العليا

قــرآنــه بــاق عـــلـــى       كـرالعـصور هُدىً نقيا

كـل الـفـضائـل تستـقي        من هديه الخير السخيا

ما بال قومي يرتضون         الـذل لا الـعـيـش الأبيا

جشع النفـوس مصابـهم        فليهجروا الجشع الدنيا

أمجادهم بـاتـت مـداساً          للعـدو بــنــاظـريــا

جعل الحضيض مقامهم          ومـقــامـه فـوق الـثريا

بالـزور والـبهتان جهراً         صـار جـبـاراً عــتـيـا

بالمكر والتضليل أضحى        فــي الـبـريـة الـمعـيا

قــلـب الـحـقـائـق كـلـهـا        ومـضى يعربد عنتريا

سـأحـطـم الـقــيـد الــذي       أصـفــاده غـلـت يـديــا

لأزيـل غـطرسـة العدو         وأسلـك الـدرب السويا

وأعـيـده لـشـتـاتــه            قـسراً وأجـعـلـه سـبـيـا

روما تـحـن لـمـا مـضى        سـبـيـاً يـفـوق الـبابـليا

هـذا هـو العهـد الـذي          أسـتـبـقـيتـه أبـداً فـتـيا

لا بــد مــن أنــجــــــازه       فـاحفظ عهودي يا بنيا

ولئن عجزت عن الوفاء       عـلـيـكـه مـا دمـت حيا

واعـلم بـأن الـنـصر دانٍ      حــيـن تـدعـو يا أخـيـا

هـيـا بـنـا نـقـضـي عـلى      هـذا الـذي يـبـدو قـويا

والـرعـب فـي أوصـالـه      وكـيـانـه يــدوي دويـا

هـيـا بـنـا نجـتـاحـه         بالـفـعـل لا بالقول هيا
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))