عبدالله مصطفى الداوود

ولد في سنة 1890م تقريبا، في عائله ثرية ومتنفذة ومتعلمة، دخل الكتاتيب حيث تعلم فيها القراءة والكتابة بدأ عبد الله الداوود حياتة العملية وهو دون سن العشرين، عندما عين عضوا في بعض اللجان التي كانت معنية بالشؤون الزراعية والاقتصادية، وابرز هذه اللجان (لجنة الزراعة والتجارة عام 1919م ،لجنة التطوع عام 1919م، مجلس إدارة السلط عام 1921م، لجنة تدقيق كفاية من بهم القدره على الخدمة في الحكومة من مقاطعة السلط عام 1924م، وعضو لجنة إدارة مقاطعة السلط عام 1924م، وعضو لجنة تعمير طرق الكروم عام 1924م).

انتخب المرحوم عبد الله الداوود رئيسا لبلدية السلط لسنوات طويلة (1927-1930م) ،(1931-1936م)، (1937-1939م) ،(1939-1942م)، (1950-1955م)، (1957-1959م)، وقد انشأ في فترات رئاسته الأولى المسلخ وتوسعت المقابر وانشئت المراحيض العمومية وطبقت القرارات الخاصة بالحيوانات السائبه وتعدياتها على المزارع كما عولجت تلوثات المياه.

أثناء رئاسته للبلديه كان المجلس البلدي حريصا على تحصيل الرسوم اعتمادا على الاوزان والمقاييس والاعداد من الباعه، وكان المرحوم يفض المنازعات التي تنشأ بين باعة الخضار وملتزمي اقلام البلديه الاخرين والافراد، كما كان حريصا على توفير المتطلبات الاساسية من المواد الغذائية وكميات الفحم والكلس قبل تصديرها إلى عمان والمدن الفلسطينية، وكان المجلس مهتم بتقدير التسعيره لكثير من المواد الاستهلاكيه اليوميه وتعديلها كلما لزم الامر، اضافه إلى القيام بعمليات التفتيش للحد من الاستغلال وضبط الجوده وتحديد السعر ومتابعه المستجدات ومراقبة المخالفين وتغريمهم لردعهم، وفي حادث الزلزال الذي تعرضت له السلط، قام المجلس بعدة اجراءات سريعه للحد من نتائجه المدمره، حيث سارعت البلدية لتخصيص مبلغ مائة جنيه مصري وصرفه للامور العاجله الناتجه عن هدم البيوت من اجل شراء الاخشاب وتوفير الكميات اللازمة من الكلس لا صلاح هذه البيوت.

كانت قرارات المجالس البلدية التي تراسها عبد الله الداوود كثيره وذات مساس بحياة الناس اليومية وحياة الناس على المدى البعيد الا انه كان صاحب مبادرات من اجل اقامة مشاريع بعيده الاهداف سريعة المنفعة، ويمكن القول ان مشاريع البنية التحتية لمدينة السلط قد اسست في فترات رئاسته للبلديه سواء ماتعلق منها بمد اسلاك الهواتف أو فتح الطرق والشوارع والاحياء، كما تم خلال فترة رئاسته تنظيم امور البلديه في المزادات والمناقصات وكان المرحوم يتابع نتائجها ويوعز لمن يلزم بضرورة ايقاع العقوبات على المخالفين، وتدل الوقائع ان الرجل كان حريصا على المتابعة والسهر على راحة المواطنين وعلى صيانة المال العام والحفاظ على حقوق الاطراف جميعها.

في الجانب السياسي كان المرحوم على صله بالامير عبد الله مؤسس الدولة، حيث كان الامير يزوره ويسأل عنه وينام في بيته، وقد دعاه الحاج الداوود أكثر من مره لتناول طعام الغداء في بيته في السلط وفي وادي السير وياجوز وغيرها، كما زاره الملك حسين عندما افتتح محطة مياه السلط وكان المرحوم على صله بالكثير من المسؤلين منهم هزاع المجالي، وعبد المهدي الشمايله ،وعبد المجيد السلطان ،وفلاح المدادحه وغيرهم.

في عام 1928م نال الباشويه عندما كان رئيسا لبلديه السلط تقديرا لاخلاصه للبلاد والعرش الهاشمي كما منح وسامين الأول منهما وسام الاستقلال العالي الشأن من الدرجه الثالثه عام 1940م، والثاني وسام الاستقلال من الدرجه الثالثه بتاريخ7/1/1942م نظرا لشجاعته التي ابداها أثناء انقاذ تلاميذ مدرسة اللاتين عندما داهم السلط مطر غزير مفاجئ حيث دخلت الأمطار إلى صفوف الطلبه.

نشأت بين الحاج عبد الله الداوود وبين رجالات فلسطين وقيادتها روابط وطنية متيناذ كان بحكم نشأته وطنيا غيورا وقوميا مؤمنا بعروبته وإسلامه حيث كان مناصرا قويا للقضية الفلسطنية في كل مراحلها فعندما بدأ نشاط الاهلين بجمع التبرعات العينية والمادية انبرى بصفته رئيسا للبلدية بجمع التبرعات بواسطة اللجان المختلفة، ومن هذه اللجان لجنة سيدات السلط والتي كان الغرض منها جمع التبرعات لتوزيعها على العائلات الفقيرة والمنكوبة في فلسطين وقد فتح الحاج عبد الله الداوود ديوانه لاستقبال اللاجيئن عندما حدثت نكبة عام 1948م، حيث نزلت في ضيافته بعض العائلات المعروفه وشارك في جمع التبرعات ولجان الاسكان التي شكلت لايواء اللاجئين في منازل اهل السلط الذين رحبوا باخوانهم.

كان المرحوم عبد الله الداوود من رجالات السلط المعروفين والبارزين في المدينة وخارجها، وكان كريم النفس يساعد الفقراء والمحتاجين ويمد يد العون لهم وكان مضرب المثل في التحمل وطول البال، وكان يوزع راتبه كاملا طيلة عمله في البلديه على كل محتاج، وفي شهر رمضان كان يقيم الموائد لاطعام الفقراء والمساكين ويقوم بإصلاح ذات البين ويستقبل في ديوانه جميع فئات الشعب الصغير والكبير واعيان المدينة ووجوهها ويساهم في حل المشاكل واحلال الوئام محل الخصام وقد انتقل إلى رحمة الله بتاريخ 7/1/1960م
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))