قلعة السلط و احفادك يا وصفي

كان حلم الطفوله بمهنة المستقبل يتغير و يتبدل بثوان , فكلما اعتمدت مهنه واكتمل عندي الحلم ثم رأيت طبيب او شرطي او معلم تتغير عندي كل الموازين , احلام بريئه مجرده من امراض هوامير بورصة المال .

الا امام طبيب الاسنان , فلم يحظى مني بأي رغبه ,مجرد اقترابي من باب العياده لتستقبلني تلك الرائحه و اصوات معدات الرعب ينسيني كل امنياتي لتتقلص الى رغبه يتيمه بأن اكون بلا اسنان ولا احلام , كان خوفي اكبر من احلام طفوليه بمهنه, لن تنجيني عندما افتح فمي لأبره او لكلابات الاسنان.

حلم من جملة احلامي و احبها الي ان التحق بالعسكريه ,كان اروع مافيه انني سوف أرتدي بدله مزركسه بأوسمه و نجوم و تاج و سيوف ,اردتهم جميعا فلم تكن طفولتي تعي ان علي افني عمري و انسى كل شيء الا الوطن لأحصل على احد تلك النجوم .

لكن طفولتي كانت تدرك ان العسكريه ستمنحني ما لا يملكه غيري, كنت أشعر بمتعة كبيرة لا تضاهيها متعة كلما اخذني خيالي اني سأكون احد افراد العسكريه لاتعلم كل فنون القتال وحمل السلاح وكيفية إطلاقه .

فالعسكري اكثر الناس حبا للوطن و هو من يحمي كل الناس دون استثناء , ينتقل بين المحافظات بين اربد و السلط و الكرك كمن ينتقل بين غرف بيته قبل خروجه ليأمنه فيغلق الشبابيك و الابواب ,تعلمت ان العسكري لا يقتصر جهده بمكان او مريض او بناء او طالب , هو ملك لكل الوطن بترابه بسماءه وبشعبه...

هذه هي احلامي عن العسكريه , اما عن العسكريه المشوهه بفعل فاعل و احداث السلط الابيه , فلا اعلم كيف ابدا ؟؟و ماذا اكتب ؟و ضد من؟؟ من هم الاطراف؟؟

من انسانا ان رجل الامن هو اخ و ابن و عم ,و لماذا غاب عن رجل الامن ان الذي امامه هو من لاجله تعلم كل فنون القتال ليحميه ليس ليطبقها عليه بأبشع صوره, من وراء مثل هذه النزاعات؟؟؟ كيف وصلنا لمرحلة صار فيها المواطن و رجل الامن اطراف نزاع لقضيه اعجز عن وصفها الا بالصمت و لكن القلم لا يكتب الصمت.

القضيه ليست قضية احداث السلط او حراك ذيبان او حراك الطفيله , هي ليست فيصلي او شباب الاردن , و لم تكن يوما ارتفاع الاسعار او هيكلة رواتب , انها اعمق و اخطر مما يحاولون تصويره لنا ,انها قضية وطن بهويه اردنيه ,وطن يلتقط اخر انفاسه يستنجد بنا ونحن منبطحون و مخدرون بجرع زائده حقنتها خفافيش الظلام في وضح النهار.

وطن بحاجه لابن الشمال و الجنوب و لكل ابناء الوطن متحدين تحت مسمى حراك الوطن و الامه العربيه , حراك يطالب بشرعية وطن صار برسم البيع , لقد استثمروا فينا التباين القبلي بما فيه الكفايه ؟!!!؟

فأنا اهدي احداث السلط و تشتت الحراك بمتاهه مصطنعه و ماشابه لتلك الايادي الخفيه, لمن درس التكتيك في حرب عصابات الشوارع جيدا , و تحديدا بند القواعد العامه الذي يتخذ شكلين اساسين الكمين و الغاره , و طبق دراسته لفن الكمين بنجاح بمساعدة البعض بعلمهم او دون ان يشعروا و كما اراد هو .

تلك الايادي جهزت لكمين , فحرفت بوصلة الاصلاح التي كانت تتجه نحو القضايا الجوهريه الوطنيه , مثل بيع مقدرات الوطن و منح الجنسيات والوطن البديل و استثمار الفساد في نخر الاقتصاد و الانحلال الخلقي فأتجهنا للفتنه الطائفيه و الامور السطحيه لنرى انفسنا وصلنا ( المقتل) بأرادتنا , و يعرف المقتل في استراتيجيات الحرب ب (المكان الذي يتم ضرب العدو فيه ويجب أن يتصف بعدة مواصفات منها ان لا يوفر الاستتار للعدو, خالي من الاشجار و الصخور ,لا يسمح لهم بالمناوره او الانسحاب و تتوفر فيه امكانية ايقاف الهدف و ابطاء العدو)

اترك لذكائكم تطبيق ما حدث في مدينة السلط مع (تعريف المقتل) وسط ربيع عربي لن يرحم الا من كان بحجم ذكاء ما وراء الربيع.

يستذكرني بيت شعر قيل في قلعة السلط ردا على محاولة الاستعمار العثماني احتلالها, يقول:
((يا سامي باشا ما نطيع ولانعد ارجالنا والسلط هاي سلطنا عن عهد أبونا وجدنا احنا السلطية مسلطين ذبح الاعادي كارنا ))

ليس السلط فقط بل كل الاردن بميادينه و ساحاته , حتى لو حاولوا تغيير مسميات الميادين والساحات بما يروق لهم و يتماشي مع خططهم , فسيكون ميدان وصفي و قلعة السلط و ساحة السلام و دوار ذيبان و كل الاردن هو المقتل لهم .

فوطن انجبك يا وصفي من شموخ الشمال ,محال ان يكون في يوم عقيم ... سينجب جيش من الرجال كله وصفي ...

جفرا نيوز - بقلم ساره ابو حمور 
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))