رؤوف أبو جابر

يعد الدكتور رؤوف أبو جابر أحد الإقتصاديين الأردنيين المميزين ، حيث يشار اليه بالبنان عند الحديث عن بناء المؤسسات الاقتصادية الرائدة وتطويرها حيث تعلق بالعمل التجاري وتطوير المشاريع الاقتصادية فهو واحد من الشخصيات الإقتصادية المعروفة في الأردن في الخمسين عاماً الماضية.

ولد الدكتور رؤوف أبو جابر في مدينة السلط عام 1925 لأسرة كانت تعمل في الزراعة ، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة البروتستنت ومدرسة اللاتين في السلط أما المرحلة الثانوية فقد درسها في مدرسة المطران في عمان في الفترة ما بين 1936 - 2491 وقد تلقى تعليمة على يد عدد من الأستاذة منهم حبيب وراني والقس بلاك بيير وحنا نصر ومن زملائه في الدراسة راجي حدادين ، أحمد اللوزي ، تيسير طوقان ، عقيل توتنجي وغيرهم ، وبعد إنهائه الدراسة الثانوية في مدرسة المطران التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت ليحصل منها على بكالوريوس في التجارة والإقتصاد وذلك عام ,1946 

ومن الجدير بالذكر أنه وخلال سنين الدراسة وبالرغم من صعوبة الأحداث التي كانت قائمة في تلك الفترة إلا أن الدكتور رؤوف أبو جابر نأى بنفسه عن الاشتراك في الأحزاب أو التجمعات أو الحركات الوطنية رغم اتصافه بالعروبة المطلقة التي تسجل له ، وبعد تخرجه عُرض عليه أن يعمل مفتشاً عاماً في وزارة المالية إلا أنه اعتذر لأنه كان يرغب أن يعمل في الأعمال الحرة حيث عمل على تأسيس شركة استيراد والعديد من الشركات الصناعية المختصة في تصنيع منتوجات تحتاج البلد إليها مثل الألبان والأجبان والكحول الطبية وغيرها.

وبعد انقطاع عن الدراسة دام أربعين عاماً عاد رؤوف أبو جابر من جديد ليحصل على شهادة الماجستير في التاريخ من الجامعة الأردنية عام 1984 وعلى درجة الدكتوراة في التاريخ الحديث من جامعة أكسفورد عام 1987 ليأتي رؤوف أبو جابر نائبا لرئيس لجنة استثمار صندوق الجامعة الأردنية ونائبا لرئيس جمعية أصدقاء الجامعات الأردنية وعضو مجلس التعليم العالي.

وقد تحدث الدكتور رؤوف أبو جابر حول طبيعة الحياة في الماضي وعن عمان ، فقال: لقد واكبت منذ سنوات عمري الأولى تطور المجتمع الأردني بكافة نواحية من القرية إلى المدينة إلى حين إرتحلت إلى بيروت للدراسة ، كانت عمان عاصمة الإمارة الفتية التي لا يزيد سكانها عن الأربعين الف نسمة وكانت بلدية عمان العاصمة في وسط الجزيرة و بين شارعي الرضا والسعادة.

لم يكن في عمان سوى فندق واحد كبير يتمكن الزوار من النزول فيه وهو فندق فيلادلفيا حيث كان فندقاً مشهوراً ومعلماً من معالم المدنية وكان هناك أيضاً مقهى السنترال والجامعة العربية وبعد ذلك أقيم فندق بلاط الرشيد والذي كان يجتمع فيه نُخب عمان السياسية والاجتماعية والمثقفين والمعارضة. 

وكان بعد ذلك نادي الملك حسين على طريق السلط وهو الموقع الذي كان فيه المجلس التشريعي سابقاً فأذكر أيضاً شارع الملك فيصل والذي كان فيه البريد المركزي ومحلات الحايك ، وعمارة ماضي ، ومحل الأجواخ ليوسف المعشر واكسبرس حداد وكذلك مطعم القصاب وكان أيضاً البنك العثماني في عمارة واصف بشارات والبنك العربي في الطابق الثاني من العمارة على شارع فيصل وسينما البترا المجاورة لمقهى المنشية وبعدها قيادة شرطة العاصمة. 

وأضاف أيضاً حول علاقته بالملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه قائلاً: استطاع الأردن وبجهود جلالة المغفور له الملك الحسين أن يقطع مسافات كبيرة في التقدم والإزدهار في فتره قصيرة اذا ما قيست بحياة الشعوب والأمم فقد استطاع الأردن بجهود الملك الباني أن يضاهي الدول المتقدمة في العديد من الميادين الثقافية والسياسية والاجتماعية وأن يحتل مكانة متقدمة بين دول العالم. فقد واصل جلالته الليل بالنهار من أجل قضية العرب الأولى فلسطين والقضايا العربية الأخرى. 

وفي عام 1970 عرض عليَّ جلالته حقيبة وزارية في حكومة المرحوم وصفي التل لكنني اعتذرت لانشغالي بأعمالي الصناعية والتقيت جلالته أكثر من مره كوني رئيساً لنادي الفروسية الملكي وقدمت له ذات مرة برنامجاً لتنشيط هذه الرياضة في الأردن ويومها أمر جلالته بإعطائنا كل الدعم وتخصيص مكان لنا في حيز المطار "مطار عمان" المدني في ماركا إلى حين إيجاد موقع آخر.

يُسجل للدكتور رؤوف أبو جابر دفاعه عن عروبة الكنيسة الأرثوذكسية وسعيه الدائم للمطالبة بتعيين مطران عربي في المجتمع المقدس ولأنه صاحب موقف عروبي لا ينازعه عليه أحد فقد شغل عددا من المواقع الإدارية المتقدمة في أوساط العرب الأرثوذكس في الأردن فقد ترأس المجلس المركزي الأرثوذكسي والجمعية الأرثوذكسية وجمعية النهضة الأرثوذكسية العربية الخيرية وجمعية الشباب المسيحيين ونائب رئيس جمعية المحافظة على البترا ، ونائب الرئيس الفخري لرابطة الصداقة الأردنية التركية وعضوية جمعية اليتيم العربي وجمعية أصدقاء المعهد العربي بالقدس وجمعية الشؤون الدولية.

ونظراً للجهود التي بذلها طوال سنين عمره في حقل الاقتصاد والتطوير فقد حصل على العديد من الأوسمة منها وسام الاستقلال الأردني من الدرجة الأولى والوسام الهولندي من درجة ضابط ووسام أورانج ناساو الهولندي الرفيع مع درجة كوماندور.

الدكتور رؤوف أبو جابر هو القنصل الفخري العام لهولندا في الأردن لأكثر من 35 عاماً وكذلك فهو المحافظ السابق للمنطقة الروتادية في الشرق الأوسط ورئيس جمعية شركات التأمين الأردنية ورئيس جمعية أصدقاء الآثار الأردنيين ورئيس مجلس اداره الشركة العالمية للصناعات الكيماوية المساهمة وعضو مجلس مركز الوثائق والمخطوطات في الجامعة الأردنية وللدكتور رؤوف أبو جابر العديد من الأبحاث والمقالات والدراسات حول حوار الأديان والحضارات وفي ذلك يقول: لقد كان لي شرف المشاركة في الحوارات الإسلامية المسيحية وحوارات الحضارة الإنسانية والتي كانت بتوجيهات من جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه إلى سمو الأمير الحسن الذي كان له جهد موصول في تناول مثل هذه الحوارات حول الأديان والحضارات حيث أعطى سموه جل اهتمامه لمثل هذه القضايا والبحث والحوار فيها وعقد الندوات والمؤتمرات وكان الهدف الرئيس من حوار الأديان والحضارات هو التوصل إلى القواعد المشتركة التي تسهل لكل فريق فهم الفريق الآخر وإزالة الشوائب في العلاقات والعمل المشترك لتحقيق التواصل والجهد اللازم لتحسين تلك العلاقات بين الشعوب والدول تفادياً للإرهاصات والخلافات المذهبية وكان هناك وفي كل الحوارات مبادئ عامة وهي عدم التعرض للعقائد وعدم بحث أحقيتها أو ما شابه ذلك.وإنما تسليط الأضواء على تلك الأسس والمبادئ التي تجمع الناس ولا تفرقهم وفي كل الحوارات كان هناك نوع من الحديث المنفتح لأن الدين لله وأن جميع الموحدين بالله يجب أن يكونوا شركاء في تقويه أواصر الحق والعدل ، وعدم التمييز بين غني وفقير وبين شمال وجنوب وبأن الحياة المشتركة التي تطبق القواعد الأخلاقية هي التي يجب أن نسعى إليها.

وله كتاب بعنوان "رواد عبر الأردن" وكتاب حول خلاصة تاريخ كنيسة القدس الأرثوذكسية وكتاب بمسمى الوجود المسيحي في القدس وكتاب عبر النهر وكتاب "سيرة حياه وسجل انجاز" المرحوم محمد روحي الخطيب أمين القدس.

لقد أهتم الدكتور رؤوف أبو جابر بمدينة القدس فقد تناولها في العديد من مؤلفاته وحول اهتمامه بمدينة القدس فقد قال الدكتور رؤوف أبو جابر: ومن بين هذه الأسس مثلاً التي نركز عليها في الحوارات هي قضية القدس وأهميتها بالنسبة للأديان الثلاثة وضرورة المحافظة على قواعد الحق والعدل وأخذ مشاعر كل فريق بعين الإعتبار حتى يكون في الإمكان الحصول على السلام الحقيقي العادل والشامل الذي يتوخاه جميع محبي الخير وفي كل المؤتمرات واللقاءات والحوارات فإن الحديث كان ينطلق من أهمية أخذ جميع المبادئ الأخلاقية السامية بكل اعتبار وكنا مثلاً نسعى إلى التوافق على صيغة تكون صفه جامعة لكل دين من الأديان ، لذلك كانت هنالك الراحة الفكرية التي كانت للعرب حيث أنهم ينطلقون من تاريخ حافل كانت التعددية والوسطية شعارات دائمة له حتى قبل قيام حركة التحرر الفكري في أوروبا في عصر النهضة بعدة قرون.

لقد كان الدكتور رؤوف أبو جابر على تماس مع مدينة القدس مشارك أهلها همومهم ومعاناتهم فكتب عنها وعن رجالاتها وله العشرات من الأبحاث والمقالات والدراسات المنشورة وكذلك فقد ظل حاضراً في العشرات من المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية التي بحثت في الحوار الإسلامي المسيحي.
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))