كتاب السلط ملامح من الحياة اليومية للمدينة من خلال سجل البلدية لسنة 1927م





د. هاني العمد في كتابه المكوَّن من ثلاثة مجلَّدات تحت عنوان: "السلط: ملامح من الحياة اليومية للمدينة من خلال سجل البلدية للسنوات 1923 – 1925، ثم لسنة 1927، ثم لسنة 1928"، الذي بلغ مجموع صفحاته (1177) صفحة ، فقد انفرد بين من أرّخوا للمدن الأُردنيّة بالجمع بين ثلاثة أمور معاً:

الأول: دراسة سجلات بلدية السلط، واستنباط ما انطوت عليه من شؤون إدارية تتعلق بالبلدية نفسها ومرافقها، وقراراتها، وخدماتها الاجتماعية المقدّمة لسكان المدينة، وتقارير التفتيش، وشؤون العمران والبناء، والحالة الصحيّة، ومساعدة الفقراء والمرضى، والحالة الاقتصادية بما فيها التّسعير والأجور والرسوم، والثروة الحيوانية، والثروة الزراعية، وأهم الأحداث التي شهدتها المدينة. فضلاً عن دراسة تاريخ المدينة في أواخر العهد العثماني وتطور الإدارة فيها وارتباطها بولاية سورية، وتاريخ تأسيس بلدياتها، وغير ذلك من شؤون تفصح عنها السجلاّت في الأعوام المُشار إليها.

والثاني: تحقيق هذه السجلات تحقيقاً علميّاً، ونشر كلّ سجلّ مكتمل بسنته الكاملة، إذ احتوى المجلَّد الأول الذي أعدّه د. العمد بالاشتراك مع د. محمد عبد القادر خريسات على سجلاّت ثلاثة أعوام متوالية (1923 – 1925)، واحتوى المجلّد الثاني على سجلّ عام 1927، وتلاه المجلّد الثالث محتوياً على سجلّ عام 1928. ويبيّن المحقِّق في مقدِّمة المجلّد الخاص بسجلّ عام 1927 طريقته في تحقيق السجلاّت وتدقيقها من حيث تصويب الأخطاء اللغوية والنحوية، ووضع التصحيح بالبنط الأسود، بحيث يجيء النّص كما ورد في السجلّ الأصلي. كما أضاف في الهوامش تعليقات على بعض الظواهر التي تحتاج إلى تفسير وتعليل وتوضيح، وبلغ عددها (24) ظاهرة ، وهي بالفعل تعليقات ذات فائدة كبيرة في توضيح مسائل يحسُن بالقارىء الإلمام بها عند مراجعته لنصوص السجلّ، ومنها هذا النموذج : "الصحّة العامة: تشير السّجلاّت الشرعيّة والسالنامات إلى أن الأوضاع الصحيّة في السلط وما حولها كانت إبان الحكم العثماني متردية، ولم تكن السُّلطات تولي هذه الناحية عنايتها الّلازمة. وأسهمت البعثة الطبيّة الانجليكانية في التّخفيف من المشكلات الصحيّة من خلال إنشاء مستوصفٍ باشر أعماله عام 1873م/ 1270هـ ضمن المجمع الكنسي لطائفة البروتستانت في السلط، وكان يعمل فيه طبيبان هما: الدكتور الياس سابا والدكتور إبراهيم الصليبي، وكان نمر القبيسي صيدلانياً. وكان الطبيبان يعالجان مختلف الحالات .." إلخ.

وأما الأمر الثالث : فهو يشكِّل إضافة غير مسبوقة بحجمها ونوعها في كتب تواريخ المدن الأُردنيّة، إذ اتخذ د. هاني العمد من السجلات الصمّاء أساساً لتتبع أسماء أعلام وردت فيها، وإضافة تراجمهم إلى الكتاب من خلال تقصٍ منهجيّ لحيواتهم، فترجم في المجلّد الخاص بسجلّ عام 1927 لـ (83) علماً، وفي المجلّد الخاص بسجلّ عام 1928 لنحو (100) علم، وألحق بها فهارس وكشافات تيسِّر الرجوع إليها في مواضعها من الحواشي، بينما خلا كتاب سجلّ سنوات 1923 – 1925 من أيّة ترجمة.
تعليقات (فيس بوك)
1تعليقات (بلوجر)

1 التعليقات:

  • Unknown يقول :
    1 سبتمبر 2010 في 9:48 ص

    كتاب يستحق القراءة

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))